100 عام من صدور أهم وأعرق الصحف السعودية "جريدة أم القرى"، كانت خلالها شاهداً على نهضة المملكة وذاكرة للقرارات الرسمية الحكومية في صفحاتها، فضلاً عن أنها رصدت التاريخ السعودي المعاصر على امتداد قرن من الزمان.
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يرعى أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، حفل وزارة الإعلام بمناسبة مرور 100 عام هجري على إصدار جريدة أم القرى؛ والتي واكبت نهضة وتطور الإعلام السعودي بكافة وسائله.
تاريخ التأسيس
قال رئيس تحرير جريدة أم القرى أشرف الحسيني، في حديث لـ"أخبار 24"، إن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن –رحمه الله- أمر بتأسيس الجريدة بعد دخوله إلى مكة المكرمة عام 1343هـ/ 1924م.
وأضاف أن عددها الأول صدر في 15 جمادى الأولى عام 1343هـ الموافق 12 ديسمبر 1924م؛ وأصبحت هي الجريدة الرسمية للمملكة العربية السعودية.
وبين أنه في عام 1942م، شهد العالم أزمة الورق بسبب الحرب العالمية الثانية، وصدر حينها أمر بإيقاف جميع الصحف السعودية عدا جريدة أم القرى، التي لم تتوقف، بل استمرت في الصدور لكن بعدد صفحات أقل ومقاس أصغر؛ وكانت في بداياتها تقتصر على البلاغات وبعض الأخبار المحلية، وقليل من الإعلانات الحكومية والأهلية، وملخص عن العوارض الصحية المنتشرة آنذاك.
تطوير النشر
أوضح الحسيني أن عملية النشر في الجريدة تطورت بعد فترة وجيزة من انطلاقها، فأخذت تنشر الأخبار المحلية وبعض الأخبار الدولية، إضافة إلى نشر قليل من القصائد، ونشر الأنظمة والقرارات والاتفاقات والمعاهدات الدولية، وإعلانات الوظائف وبيانات بالواردات والصادرات.
وتابع بأن محتوى الجريدة تطور ليشمل العديد من المواد الثقافية والأبحاث العلمية والأدبية والقصائد الشعرية، وكذلك الإعلانات التجارية، وامتدت هذه الفترة أربعة عقود من عمرها، كما أصدرت الجريدة أعدادًا وملاحق مميزة لمناسبات متعددة، منها: مناسبة مرور 50 عامًا على دخول الملك عبدالعزيز إلى الرياض، وكان ذلك في العدد 1320 في 4 شوال عام 1369هـ.
كما نشرت ملحقاً لرحلة الملك عبدالعزيز على الطائرة الشهيرة الداكوتا قبل 75 عامًا، والتي تعد نواة تأسيس الخطوط الجوية العربية السعودية، ووثقت ذلك ضمن ملحق للعدد 1073 الذي صدر في 25 شوال عام 1364هـ.
وأضاف أنه في افتتاحية العدد 655 الذي صدر بتاريخ 16 ربيع الآخر عام 1356هـ، ذكرت الجريدة مبادئ الصحافة وواجباتها وكأنها تنبه إلى أهمية دورها الريادي بوصفها نواة الإعلام والصحافة، وأن الجريدة استمرت على نمطها المعتاد، الذي احتوى على افتتاحية يمين الصفحة الأولى وخبر أو مقتطفات من عدة أخبار موزعة على بقية الصفحة، عدا بعض الأعداد التي يكون لأهمية الخبر المنشور فيها حاجة إلى أن يكون بارزًا وعنوانًا رئيسًا على صفحتها الأولى.
التغيرات التي مرت بها الجريدة
مرت الجريدة بتغييرات متفرقة حتى عددها 4183 الذي حمل لأول مرة اسم رئيس تحريرها، بعد انقطاع تام منذ 11 صفر عام 1345هـ، وتغير وقتها شكل خطها الصحفي وتصميمها، ثم استمرت على هذا الشكل حتى عددها 4392 بتاريخ 19 صفر عام 1433هـ، الذي كان نقلة نوعية شاملة من حيث الإخراج والألوان والخط التحريري فيها.
مواكبة التطور التقني
أشار الحسيني خلال حديثه إلى أن جريدة أم القرى مرت بنقلات تقنية متعددة، منها: تحديث بنيتها الرقمية عام 1429هـ لتبدأ رحلة المحتوى فيها تتنقل رقميًا بين أقسامها، وشملت هذه المرحلة إطلاق موقع إلكتروني مرّ بعدها بعدة تحديثات حتى عام 1442هـ الذي شهد آخر تحديث له.
كما توسطت هذه المراحل مرحلة تحديث للبنية الرقمية بشكل أوسع، وكان من ضمن النقلات التقنية الطباعية تركيب أحدث أجهزة طباعة الأوفسيت عام 1429هـ، وأجهزة طباعة الألواح الطباعية (ctp)، ومرت بعد ذلك بتحديثات في تقنيات الطباعة إلى عام 1441هـ، حيث أضافت فيه أم القرى إلى بنيتها الطباعية أحدث طابعات الديجتال للمساهمة في جودة الطباعة وتعدد قدراتها ومنتجاتها.
وختم رئيس تحرير جريدة أم القرى حديثه بأن الجريدة تمر الآن بعملية تطوير جديدة لتواكب التطورات التقنية والفنية للسير على الشكل الأمثل.