تواصل المملكة حصد ثمار جهودها وتضحياتها في مكافحة جائحة كورونا، حيث يتواصل نزول المنحنى الوبائي للفيروس، إذ لم تشهد الساعات الـ24 الماضية تسجيل أي حالات وفاة جراء كورونا وذلك لأول مرة منذ أكثر من عامين، في مؤشر على السيطرة على الجائحة بعد عودة كافة مناشط الحياة لطبيعتها مؤخراً.

أول وفاة بكورونا

وتعود أول حالة وفاة نتيجة كورونا بالمملكة إلى 24 مارس 2020 لمقيم أفغاني يبلغ من العمر 51 عامًا، إذ تدهورت حالته الصحية بعد نقله إلى قسم الطوارئ بأحد المستشفيات في المدينة المنورة.

وجاءت هذه الوفاة بعد 22 يوماً من تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في المملكة، تحديداً في الثاني من مارس 2020، لمواطن قادم من إيران عبر مملكة البحرين، ولم يفصح عند المنفذ السعودي عن وجوده سابقاً في إيران.

 

إجراءات استثنائية

واتخذت المملكة في ذات الشهر عدة إجراءات استثنائية للتعامل مع هذا الوضع الوبائي، إذ علقت رحلات الطيران الخارجية وحظرت سفر المواطنين إلى الخارج مؤقتاً وتم تعليق الدراسة في المدارس والجامعات وتحويل العمل في القطاعين العام والخاص إلى "عن بُعد".

كما توسعت المملكة في إجراء الفحوصات المخبرية للكشف عن المصابين بكورونا وفرضت لاحقاً لبس الكمامة والتباعد الاجتماعي ومنعت التجول ليلاً في معظم المناطق، وجرى تعليق إقامة صلوات الجماعة في المساجد وفي مكة المكرمة والمدينة المنورة وإيقاف أداء العمرة بشكل مؤقت.

رصد لمنحنى الوفيات

وبدأ منحنى الوفيات نتيجة كورونا في الارتفاع، حيث سجل يوم 9 أبريل 2020 ثلاث حالات وفاة، ثم ارتفعت حالات الوفاة اليومية إلى 10 في 19 مايو 2020. وواصل منحنى الوفيات اتجاهه التصاعدي مسجلاً 30 وفاة في الثاني من يونيو، فـ48 حالة وفاة في 17 من ذات الشهر، قبل أن تقفز لتبلغ ذروتها في الرابع من يوليو 2020 مسجلة 58 حالة وفاة، لكنها عاودت النزول لتبلغ 20 حالة في 12 من الشهر ذاته.

واستمر بعدها منحنى الوفيات في الصعود والهبوط حتى بدأ يستقر في 20 أكتوبر 2020 عند 18 وفاة، ثم نزل إلى 6 حالات في السادس من يناير 2021، وبدءاً من 23 مارس بدأ منحنى الوفيات في الصعود ليصعد مجدداً إلى 19 حالة في 12 يونيو 2021.

ثم عاود المنحنى هبوطه حتى استقر عند معدل حالتي وفاة يومياً منذ مطلع أكتوبر الماضي، ليسجل اليوم (الثلاثاء) صفر وفيات لأول مرة منذ ما يزيد على عامين.

كيف تمت السيطرة على الوباء؟

ويتزامن هذا الاستقرار في منحنى الوفيات نتيجة الإصابة بكورونا في المملكة، مع إجراءات الاستجابة السريعة التي اتخذتها وزارة الصحة والجهات المعنية الأخرى للسيطرة على الوباء، خاصةً توسيع حملة التطعيم بلقاح كورونا للفئات السنية المختلفة، حيث تجاوز إجمالي جرعات اللقاح المعطاة 63 مليون جرعة بينها أكثر من 12 مليون جرعة منشطة.

كما ساهمت الإجراءات الأخرى في السيطرة على الوباء، وانخفاض حالات الوفاة والحالات الحرجة مقارنةً بالإصابات المسجلة، خاصةً انتشار عيادات "تطمن" على مستوى مناطق المملكة لعلاج مَن يعانون أعراض كورونا، ومراكز "تأكد" لفحص مَن يشكّون في إصابتهم بالفيروس وكذلك المخالطين للمصابين، وإلزامية الكمامة لاسيما في الأماكن المغلقة، وجعل الأولوية في الرعاية الطبية والتطعيم لكبار السن ومنَ يعانون أمراضا مزمنة، والتوعية الصحية المكثفة بالإجراءات الوقائية في وسائل الإعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي.

وتكللت هذه الجهود التي قامت بها المملكة في مواجهة الجائحة باختيارها من بين أفضل دول العالم في إدارة أزمة كورونا، حيث احتلت المركز الثاني عالميًا في مؤشر "نيكاي" الياباني للتعافي من الجائحة، من بين 120 دولة ومنطقة في إدارة العدوى وإطلاق اللقاحات والتنقل الاجتماعي.