يعتبر الشيخ الراحل محمد بن عبد الله السبيل، من أشهر مشايخ المملكة، إذ تولى الإمامة في المسجد الحرام لأكثر من 4 عقود، بجانب كونه أحد فقهاء المملكة، الذين أثروا المكتبة الإسلامية بأكثر من 25 مؤلفًا في الفقه والعلوم الشرعية، هذه المكانة أهلته للقيام برحلات دعوية بلغت أكثر من 100 رحلة لحوالي 50 دولة، كما كان -رحمه الله- أحد الشهود الذين وثقوا واقعة اقتحام الحرم عام 1400هـ.

نشأته
وُلد السبيل في مدينة البكيرية بمنطقة القصيم عام 1924 ، وبدأ في حفظ القرآن الكريم على يد والده، وقرأه أيضًا على خاله الشيخ محمد بن علي المحمود، وعلى الشيخ عبد الرحمن بن سالم الكريديس، فأتمّ حفظ القرآن الكريم كاملًا مجودًا وعمره 14 عامًا. وقد طلب العلم على عدد من المشايخ والعلماء في القصيم وفي مكة المكرمة.

حياته العملية

بعد أن أتمّ حفظ القرآن الكريم، تولى الإمامة في صلاة التراويح بالمسجد التحتي بالبكيرية عام 1360 هـ، ثم تم تعيينه إمامًا راتبًا بنفس المسجد حتى عام 1373هـ، انتقل بعدها إلى مدينة بريدة وظل بها حتى عام 1385هـ، عندما انتقل للإمامة والخطابة في المسجد الحرام بترشيح من الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، رئيس الإشراف الديني على المسجد الحرام في ذلك الوقت.

وظل الشيخ السبيل منفردًا لأكثر من 20 عامًا بخطبة عيد الفطر المبارك، واستمر على ذلك حتى عام 1423هـ، وبعد مضي 44 عامًا في الإمامة والخطابة، تقدم بطلب للاعتذار عن مواصلة عملة، فصدرت موافقة الملك عبدالله بن عبد العزيز بناءً على رغبته عام 1429هـ.