أحداث تتسابق وسنون تمضي لتؤرخ أرشيفاً من الذكريات تبقى خالدة في أذهان ‏أصحابها الذين عاشوا وتعايشوا معها ليتناقلوها للأجيال من بعدهم كرسالة وصورة ‏من الماضي يتعرف عليها من لم يعش تلك الحقبة وتُقَدم لنا في الحاضر كإرثٍ ‏وماضٍ جميل يحمل في طياته معيشة الآباء والأجداد كبرواز لماض وذكرى لشهر ‏كريم، حاملاً في جعبته الكثير من الحنين والذكريات الثابته في مخيلتهم ‏على مر السنين .

ويرويها المواطن صالح بن حمود المطلق البالغ من ‏العمر 82 سنة ‏أحد سكان أقدم الأحياء في حائل بـ"حي الحدريين" ‏ليحكي عن ‏ذكرياته بشهر رمضان ‏في الماضي ويقول: "عند الدخول في النصف من شهر ‏شعبان ‏يجتمع الأهل برفقة الأصحاب والجيران في منطقة معينة ‏بالقرب من ‏مسجد ‏الحارة، ثم يأتون بما تيسر من الأطعمة ‏كخطوة استباقية لتستمر تلك الجمعة ‏بعد دخول رمضان ‏في كل ليلة جمعة، ‏يجتمع أهالي الحي عند المسجد، حاملين بأيديهم ما تيسر من الأكل، ‏ومن ثم تجتمع ‏النساء ‏في الحي ‏ويتناولن الطعام بعد الرجال".

وبيّن أنه‏ في كل ليلة من تاريخ 27 ‏من رمضان يقدم والده عشاء يسمى بـ"عشاء ‏الوالدين" لأهالي الحي ‏ويأتون بما تيسر من الفاكهة إلى المسجد حتى أصبحت عادة ‏ورثها من والده واستمرت حتى وقتنا الحاضر، ‏مؤكدًا أن من أبرز ‏فضائل الشهر الكريم صلة الرحم فهي واجب ديني واجتماعي اعتاد عليه الأهالي منذ ‏القدم في شهر رمضان .

وأضاف المطلق أنه كان في الماضي يحرص الأهل والجيران على تفقد ‏ما حولهم من أهل الحي من أسر محتاجه من المواطنين والمقيمين ليقدموا لهم ما يكفي ‏حاجتهم من الطعام والمال، واستمر هذا حتى وقتنا الحاضر فهي عاده تؤلف القلوب ‏وتزيد المحبة والمودة بين ‏الأحبة والأقارب والجيران.

وعن طريقة معرفتهم لدخول شهر رمضان بالماضي قبل ظهور "الراديو" كانوا يعتمدون على سماع صوت المدفع من " قلعة أعيرف" عندما تطلق عدة طلقات ‏تؤكد دخول شهر رمضان المبارك، وبنفس الطريقة لإعلامهم بحلول عيد الفطر المبارك، حيث كان المدفع يطلق تسع طلقات من البارود لإعلان دخول رمضان، وتسع ‏أخرى لحلول عيد الفطر، وطلقة لإفطار الصائمين وطلقة واحدة عند الإمساك.

**carousel[8192918,8192912]**