هو صوت الحرم الشجي، والحنجرة التي تتلألأ على الأرض المقدسة، واللسان الذي يصدح بالقرآن ليصل صداه إلى أرجاء الأرض، والخطيب الذي هز بكلماته أفئدة ملايين المسلمين حول العالم.. إنه إمام الحرم المكي الشيخ سعود الشريم.

لأكثر من 3 عقود ظل الشيخ الشريم يؤم المصلين في تلك البقعة المباركة من مكة، لكنه لم يكن بالقارئ فقط، بل العالم أيضا الذي أثرى المكتبة الإسلامية بعشرات المؤلفات في العقيدة والمذاهب المعاصرة والفقه المقارن والعلم الشرعي تجاوزت الـ15 مؤلفا وعشرات الدروس في الحرم نهل خلالها آلاف المتعلمين العلم الشرعي.

ولادته ونشأته

هو سعود بن إبراهيم بن محمد آل شريم من بني زيد من شقراء، ولد بمدينة الرياض عام 1386 هـ، في أسرة اشتهرت بالعلم. درس المرحلة الابتدائية بمدرسة عرين ثم المتوسطة في المدرسة النموذجية ثم الثانوية في اليرموك الشاملة والتي تخرج منها عام 1404 هـ.

تلقى العلم مشافهة عن عدد من المشايخ الأجلاء منهم مفتي عام المملكة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز بالجامع الكبير بالرياض، وكذلك الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، ثم الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل، والشيخ عبد الرحمن البراك، والشيخ صالح الفوزان.

التحق الشيخ بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة وتخرج منها عام 1409 هـ ثم التحق عام 1410 هـ بالمعهد العالي للقضاء ونال درجة الماجستير فيها عام 1413 هـ.

في عام 1416 هـ تفرغ لنيل درجة الدكتوراه بجامعة أم القرى، وقد نال الشهادة بتقدير (امتياز) وكانت بعنوان (المسالك في المناسك) للإمام أبي منصور محمد بن مكرم بن شعبان الكرماني مخطوط في الفقه المقارن للكرماني.

إمامة الحرم الشريف

في عام 1410 هـ عين الشيخ الشريم دارساً بالمعهد العالي للقضاء، ثم في عام 1412 هـ صدر أمر خادم الحرمين الشريفين بتعيينه إماماً وخطيباً بالمسجد الحرام، وكان قبل ذلك إماماً مشهوراً بمدينة الرياض، وفي عام 1413 هـ عين بأمر ملكي قاضياً بالمحكمة الكبرى بمكة المكرمة ثم أعفي من القضاء بناء على طلباته المتكررة بعد وقت قصير من تعيينه، وفي عام 1414 هـ صدرت الموافقة السامية بتكليفة بالتدريس في المسجد الحرام.