أصدر المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون بياناً اليوم الأربعاء عقب اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بنظيرهم الروسي، سيرجي لافروف رحب فيه بنتائج الاجتماع المشترك مع لافروف، وبنتائج الاجتماع مع مدير مكتب رئيس جمهورية أوكرانيا أندري يرماك، ووزير الخارجية دميترو كوليبا.

وأكد أن موقف مجلس التعاون من الأزمة الروسية الأوكرانية مبني على مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها، ودعمه لجهود الوساطة لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وحل الأزمة سياسياً.

وأشار إلى دعمه لكافة الجهود لتسهيل تصدير الحبوب وكافة المواد الغذائية والإنسانية من أوكرانيا للمساهمة في توفير الأمن الغذائي للدول المتضررة.

مكافحة الإرهاب

شدد المجلس على مواقفه الثابتة تجاه الإرهاب ونبذه لكافة أشكال العنف والتطرف، والتزام الدول الأعضاء بمواصلة جهودها ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعـش الإرهابي؛ مؤكداً تصنيف الميلشيات الحوثية كجماعة إرهابية وفرض حظر السلاح عليها من قبل الأمم المتحدة، ودعوة كافة الدول إلى إدراجها على قوائم الإرهاب لديها، والتصدي بحزم للانتشار الخطير لتقنية الصواريخ والطائرات بدون طيار، التي تستخدمها جهات متطرفة غير حكومية في اليمن وغيرها.

الجزر الإماراتية

جدد المجلس الوزاري على مواقفه وقرارات مجلس التعاون الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال إيران لجزر الإمارات، واعتبار أن أية ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران فيها باطلة ولاغية وليست ذات أثر على حق سيادة الإمارات، كما دعا إيران للاستجابة لمساعي الإمارات لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

القضية الفلسطينية

أشار المجلس لمواقف دول المجلس الثابتة من القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، ودعمها لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود الرابع من يونيو1967 م، وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حقوق اللاجئين؛ وفق مبادرة السلام العربية وحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصل، وأدان اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي الإعلامية شيرين أبو عاقلة وإصابة إعلامي آخر؛ مطالباً المجتمع الدولي بفتح تحقيق لمساءلة مرتكبي هذه الجريمة البشعة، وملاحقة المسؤولين عنها أمام جهات العدالة الدولية.

العلاقات مع إيران

نوه المجلس بمواقف مجلس التعاون وقراراته الثابتة بشأن العلاقات مع إيران مؤكداً ضرورة التزامها بالمبادئ المبنية على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي بشأن العلاقات بين الدول، بما في ذلك مبادئ حُسن الجوار، واحترام سيادة الدول؛ مشدداً على ضرورة أن تشمل مفاوضات الملف النووي، وأية مفاوضات مستقبلية مع إيران؛ معالجة سلوكها المزعزع لاستقرار المنطقة؛ مشاركة دول المجلس في تلك المفاوضات وجميع المباحثات والاجتماعات الإقليمية والدولية المتعلقة بهذا الشأن.

دعم المجلس اليمني

أعلن المجلس دعمه الكامل لمجلس القيادة الرئاسي والكيانات المساندة له لتمكينه من ممارسة مهامه في تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن؛ مع تجديده دعمه لجهود الأمم المتحدة وجهود المبعوث الأمريكي الخاص للتوصل إلى الحل السياسي، كما دعا طرفي اتفاق الرياض إلى استكمال تنفيذ ما تبقى من بنود الاتفاق، وتقديم الدعم للحكومة اليمنية لممارسة أعمالها وانطلاق عجلة التنمية في المناطق المحررة.

مبادرة المملكة

رحب المجلس بالمبادرة الإنسانية التي أعلنتها المملكة بإطلاق سراح 163 أسيراً من الحوثيين الذين شاركوا بالعمليات القتالية ضد أراضيها، وأشاد بالدعم العاجل بمبلغ 3 مليارات دولار للاقتصاد اليمني؛ وذلك عن طريق تقديم مبلغ ملياري دولار مناصفة بين المملكة والإمارات، دعماً للبنك المركزي اليمني. وتقديم مليار دولار أمريكي إضافي من المملكة لدعم شراء المشتقات النفطية، والمشاريع والمبادرات التنموية.

كما رحب بتوقيع مع اليمن اتفاقية تمديد فترة الإيداع للوديعة السعودية التي سبق إيداعها عام 2018م؛ لدى البنك المركزي؛ تعزيزاً للوضع المالي والاقتصادي في الجمهورية اليمنية.

جهود مركز الملك سلمان

أشاد المجلس الوزاري بالإنجازات التي حققها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وبالمشاريع التنموية التي ينفذها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، كما أشاد بتبرع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بمبلغ 90 مليون دولار لليمن من خلال برنامج الغذاء العالمي، وإعلان دولة قطر خلال مؤتمر المانحين للخزان النفطي العائم "صافر" عن مساهمة بقيمة مليوني دولار لمواجهة التهديد الذي يشكله الخزان.

تدخلات إيران

أدان المجلس استمرار تدخلات إيران في شؤون اليمن وتهريب الخبراء العسكريين، والأسلحة إلى ميليشيات الحوثي، وأكد على أهمية منع تهريب الأسلحة إلى الميليشيات التي تهدد حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وحمل الميليشيات الحوثية المسؤولية عن وضع الخزان النفطي العائم "صافر"، وعن أي ضرر ناجم عن عدم السماح للفريق الفني التابع للأمم المتحدة بالوصول للخزان وصيانته؛ مما قد يتسبب بأكبر كارثة بيئية في البحر الأحمر.

ممتلكات الكويت

أيد المجلس بيان وزارة الخارجية العراقية الذي عبرت فيه عن إدانتها للقصف الإيراني الذي طال عدداً من المواقع في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق، 27، كما جدد دعمه لقرار مجلس الأمن بشأن إحالة ملف الأسرى والمفقودين والممتلكات الكويتية والأرشيف الوطني إلى بعثة الأمم المتحدة ، وأعرب عن التطلع لاستمرار العراق بالتعاون لضمان تحقيق تقدم في هذه الملفات.

الأزمة السورية

كما أكد على مواقف مجلس التعاون الثابتة بشأن الأزمة السورية، والحفاظ على وحدة أراضيها، واحترام استقلالها وسيادتها وتحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق، فيما رحب بنجاح العملية الانتخابية في لبنان متطلعاً لقيام أعضاء مجلس النواب المنتخب، وكافة القوى السياسية في لبنان بالعمل على تحقيق تطلعات الشعب اللبناني في الاستقرار والتقدم والازدهار.

أوضاع السودان

وأكد دعمه الحوار بين القوى السياسية والأطراف السودانية الذي ترعاه الآلية الثلاثية لمعالجة الأزمة السياسية في السودان، والوصول إلى تحقيق السلطة الانتقالية المدنية، كما أعرب عن قلقه جراء التطورات والاشتباكات التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس؛ مؤكداً على ضرورة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار، والحيلولة دون اندلاع موجة عنف جديدة.

استقرار أفغانستان

أكد على أهمية استعادة الأمن والاستقرار في أفغانستان، والوصول إلى حل سياسي توافقي، ودعا سلطة الأمر الواقع إلى تنفيذ التزاماتها بضمان حق المرأة في التعليم والعمل، وحماية الأقليات، وضمان عدم استخدام الأراضي الأفغانية من قبل أي جماعات إرهابية، أو استغلال الأراضي الأفغانية لتصدير المخدرات.

وكان وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أكد خلال اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بنظيرهم الروسي، سيرجي لافروف أن الموقف الخليجي موحد حيال الأزمة في أوكرانيا.

وأشار إلى أن استقرار اليمن جزء لا يتجزأ من أمن الخليج، ، ويجب أن يكون الحوار مع إيران مبنياً على موقف خليجي موحد يدعوها لاحترام مبدأ حسن الجوار.

من جانبه قال لافروف في مؤتمر صحفي مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي إن دول المجلس تتفهم طبيعة الصراع الروسي الغربي، وأنها أكدت أنها لن تنضم إلى العقوبات على روسيا.

وأضاف أن روسيا تدعم المجلس الرئاسي اليمني وتأمل تمديد الهدنة الحالية، كما تدعم المبادرة العربية التي طرحتها المملكة بشأن الدولة الفلسطينية، كما أن حل الدولتين يمر باختبار صعب بسبب الأحداث الحالية.

وأكد لافروف على أن بلاده تعمل على تعزيز التعاون التجاري مع السعودية الذي نما في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن أوكرانيا تسببت بمشكلة تصدير الحبوب بعد أن لغمت المياه الدولية.