تجاهل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تحذيرات متكررة من كبار مساعديه بشأن الادعاء بأن انتخابات 2020 سرقت منه، وفق ما جاء في شهادة كشفت عنها الاثنين اللجنة التابعة للكونغرس التي تتولى التحقيق في هجوم العام 2021 على الكابيتول.

وعرضت خلال الجلسة الثانية ضمن سلسلة جلسات تنعقد في حزيران/يونيو بشأن القضية شهادات من مساعدين سابقين لترامب، بينهم مدير حملته بيل ستيبين، قالوا إنهم نصحوه بعدم الإعلان عن فوزه ليلة الانتخابات نظرا إلى أنه لم يفز، لكن ترامب لم ينصت.

وقال سيبين "اعتقد أنني على خطأ، قال لي ذلك".

وجاءت جلسة الاثنين في أعقاب جلسة عقدت الأسبوع الماضي في وقت ذروة المشاهدة التلفزيونية وبدأت اللجنة خلالها إثبات أن تمرّد السادس من كانون الثاني/يناير 2021 جاء مع بلوغ مؤامرة لترامب ومساعديه لقلب نتيجة الانتخابات بعد خسارته لصالح جو بايدن، ذروتها.

وقال رئيس اللجنة الديموقراطي بيني ثومبسون في مستهل الجلسة "سنروي هذا الصباح قصة كيفية خسارة دونالد ترامب الانتخابات ومعرفته بأنه خسرها، وقراره شن هجوم على ديموقراطيتنا نتيجة خسارته".

وكشف مساعدو ترامب الأقرب ووزير العدل في عهده بيل بار ومسؤولون في البيت الأبيض في شهادة مسجّلة عرضت خلال الجلسة كيف حذّروا ترامب مرارا من أن روايته بشأن تزوير الانتخابات كانت باطلة.

وأفاد بار "قلت له إنه جنون".

وقالت نائبة ثومبسون الجمهورية ليز تشيني إن ترامب أنصت بدلا من ذلك إلى نصائح رودي جولياني "الثمل على ما يبدو.. بأن يدعي بأنه فاز ويصر على وجوب وقف عد الأصوات للزعم بشكل كاذب بأن كل شيء كان مزورا"، في إشارة إلى رئيس بلدية نيويورك السابق الذي يعد من أشد المقربين للرئيس السابق.

وبعدما حسمت نتيجة ولايات متأرجحة رئيسية لصالح بايدن، أطلق جولياني ومساعدوه نظريات تم دحضها بشأن عمليات تزوير واسعة للأصوات أحدثت خلافات بينهم وبين محاميي البيت الأبيض الذين وصفهم ستيبين بأنهم "طبيعيون".

وقالت تشيني إن "الفريق القانوني لحملة ترامب كان يدرك عدم وجود حجة شرعية -- تزوير أو مخالفات أو أي شيء من هذا القبيل -- لإلغاء (نتيجة) الانتخابات".

وأشارت إلى "مؤامرات بعيدة جدا عن الواقع" تحدّث عنها جولياني والمحامية سيدني باول لكن اعتبرها بار "هراء" بشأن تزوير مرتبط بأجهزة التصويت "أشرف عليها شيوعي فنزويلي متوف".

ورفعت شركة "دومينيون لأنظمة التصويت" دعوى قضائية بعدة مليارات الدولارات على خلفية هذه المزاعم.

وكانت اللجنة تخطط للاستماع إلى شهادة ستيبين شخصيا لكنه تراجع عن الحضور قبل ساعة من الجلسة نظرا لولادة زوجته.

وبدأ ترامب الحديث عما وصفها "كذبة كبيرة" حوالى الساعة 2,30 صباح الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2020، مطلقا اتهامات لا أساس لها بالتزوير ومعلنا فوزه قبل الأوان ليلة الانتخابات التي خسرها في نهاية المطاف لصالح بايدن بفارق سبعة ملايين صوت.

وقال بار للجنة في شهادة مسجّلة لم تعرض سابقا إن ترامب ادعى وجود تزوير كبير "مباشرة ليلة الانتخابات.. قبل وجود أي فرصة للنظر في الأدلة".