في الحادي والثلاثين من مايو العام الماضي 2021، لم يأت في أذهان عشاق كرة القدم داخل المملكة، أن يقلب فريق قادم من دوري الدرجة الأولى السعودي، موازين الموسم المنصرم من دوري المحترفين، عندما حقق الطائي إنجازا تاريخيا، بتأهله إلى أندية الكبار لأول مرة في تاريخه.
وشق فريق الطائي طريقه من المركز الأخير في دوري الدرجة الأولى وصولا إلى المركز الثالث، ليخطف بطاقة الصعود إلى دوري الكبار، في سيناريو مثير بعد الفوز على عرعر في الجولة الأخيرة ويرفع رصيده إلى 77 نقطة في المركز الثالث، ويتأهل بصحبة الحزم المتصدر حينها، ثم الفيحاء صاحب الوصافة.
دوري المحترفين -الذي توج بلقبه هذا الموسم نادي الهلال للمرة الثالثة على التوالي- تاريخياً يُعرف له طريقان لتحديد البطل إما النهاية التقليدية بتتويج أحد الأندية الكبار، أو نهاية مثيرة وغير متوقعة تحسم بصافرة نهاية الجولة الأخيرة.
فريق الطائي الذي يُلقب بـ"صائد الكبار" اختار أن يلعب الدور المثير في النسخة الماضية من البطولة الأقوى عربيا، حيث كان يسير الموسم الحالي بشكل مختلف بعد اقتراب الاتحاد -على غير العادة- من حسم الدوري مبكراً، بعد أن تصدر جدول الترتيب في 22 جولة.
ولكن على ملعب مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الرياضية بحائل، فجر الطائي واحدة من أقوى مفاجآت دوري المحترفين، وقلب موازين البطولة رأسا على عقب، ومنح الهلال الصدارة، وأسقط الاتحاد من القمة، بعدما تغلب عليه بهدف نظيف، سجله أمير سعيود، وتقدم "صائد الكبار" خطوة مهمة في رحلة الهروب من الهبوط، في ختام الجولة الـ28 للدوري.
وشدد رئيس نادي الطائي تركي الضبعان، عقب الفوز على الاتحاد، على أن فريقه لطالما نجح في تغيير بوصلة بطل الدوري السعودي، مع إشارته لتاريخ الفريق في المسابقة.
ورغم أن نادي الطائي ظهر للمرة الأولى في الدوري السعودي للمحترفين، والذي أنهى مشواره فيه في المركز السادس بـ37 نقطة، (فاز 11 تعادل 4 خسر 15)، إلا إنه شارك من قبل 23 مرة في الدوري الممتاز بنسخه القديمة قبل تطبيق الاحتراف.
ولم يكن الظهور المميز لفريق الطائي في الموسم الماضي، وليد الصدفة، ولكن جاء بعد عمل مميز من رئيس النادي تركي الضبعان، الذي أكد أن صعود فريقه لدوري المحترفين من أجل إعادة صولاته وجولاته بين الكبار وليس لمجرد البحث عن البقاء.
تركي الضبعان انقذ فريقه بعدما اتخذ قرارا في السابع من نوفمبر الماضي، بالتعاقد مع المدرب التشيلي خوسيه لويس سييرا، خلفا للكرواتي زوران مالونوفيتش.
وأصبح لويس سييرا ثالث مدرب في موسم الطائي بدوري المحترفين، بعد التونسي نبيل الكوكي ومانولوفيتش. وفي ذلك الوقت كان الطائي يتذيل جدول ترتيب الدوري برصيد 7 نقاط، بعد مرور 11 جولة.
وتغير شكل فريق الطائي مع مدربه التشيلي سييرا، منذ التعاقد معه، بعدما ارتقى من ذيل الترتيب إلى المركز السادس برصيد 37 نقطة، ليضمن صائد الكبار وجوده في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للموسم الثاني على التوالي (2022-2023).
وتأسس الطائي الذي حقق 17 بطولة على مر تاريخه، عام 1381هـ، بمسمى النادي الأهلي واختير اللونان الأحمر والأسود شعارًا للفريق. وظل محتفظا بهذا الاسم لفترة، لكن تم إبلاغهم بعدها بأن اسم الأهلي يخص فقط فريق أهلي جدة، -الذي ودع دوري المحترفين إلى دوري يلو للمرة الأولى في تاريخه-.
ويعود آخر ظهور لنادي الطائي، الملقب أيضا بـ"فارس الشمال" في الدرجة الممتازة إلى موسم 2007-2008، حين هبط بعدما احتل المركز قبل الأخير. وبعدها جاءت حقبة دوري المحترفين، التي بدأت في الموسم التالي لهبوطه 2008-2009.
وحقق الطائي لقب دوري الدرجة الأولى السعودي 3 مرات في تاريخه، أعوام 1985 و1995 و2001، كما سبق للنادي الفوز ببطولة كأس الأمير فيصل بن فهد عام 1994.