أكد إمام المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير أن قضايا الأمة الإسلامية صارت بين المؤامرة والمتاجرة، لافتاً إلى أن أهل السمسرة والمحافل من الحكومات الكبرى لا يهمهم رفع الظلم أو إحقاق الحق وإنما يشتعل فتيل الحروب في البلاد متى كانت مصالح تلك الدول تقتضي إشعالها لتفرض خيرات التقسيم عليها.
وقال في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي إنه في أوضح صور المكاشفة والمجاهرة فإن قضايا الأمة بين المؤامرة والمتاجرة، وأهل السمسرة الذين لا يصغون إلى مآسي أهل الإسلام إلا بمسمع أصم، والذين يروجون أسلحة القتل والدمار ويتلاعبون بمصير الشعوب لا شيء يعنيهم سوى المصالح والمطامع والعقود والصفقات، أما مشاهد القتل والتمثيل والتشويه والتعذيب ورائحة الدم التي تخرج من أروقة الموت فلا تحرك منهم المشاعر ولا تؤرق منهم الضمائر.
وأبان البدير أنه عندما صار الظالم يشايع الظالم لم يعد لحكومات تقود المحافل الدولية ضمير حي يحمل على إحقاق العدل ورفع الظلم ونزع فتيل الحروب والنزاعات والصراعات.
وتساءل مع وجود بلاد تعاني من ويلات الحروب منذ عشرات السنين وبلاد تعاني من ويلات الفقر والجهل والمرض مدة من الزمن، وبلاد تعاني فتنة الانشقاقات والانقسامات عقودا من الدهر، ماذا قدمت تلك الدول التي تدعي قيادة العالم وحفظ الأمن ورعاية السلم؟".
وأضاف: "يشعل فتيل الحروب في بلاد متى كانت مصالح تلك الدول تقتضي إشعالها، وتفرض خيرات التقسيم عليها متى كانت مصلحة تلك الدول تقتضي تقسيمها، وتطلق أيدي زعماء ورؤساء يسوسون شعوبهم بالسيف والحيف والظلم والجور والتجويع والترويع والإرهاب والإرعاب والنار والحصار والبطش والقتل ما دام ذلك الزعيم يضمن لتلك الدول مصالحها، ويقتل الآف البشر من شعوب العالم ويذهبون ضحايا صراع طغاة جبابرة على السلطة والحكم والثروة والمال".
وناشد الشيخ البدير القادة والساسة وأنصار العدل ومحبي السلام في العالم أن يأخذوا بعالمنا من مستنقعات الحروب والصراعات والبؤس والفقر والجهل والدمار والخراب إلى ساحة السلم والأمن والعدل والرحمة والإنصاف، وأن يرحموا الشعوب من ويلات الحروب.
من جانبه، حث إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط كل من ابتُلي بأمر أو أصابه مكروه من المؤمنين عامة وأهل الشام خاصة بالتحلي بالصبر والاستبشرار باقتراب النصر تصديقاً لوعد الله في قوله "سيجعل الله بعد عسر يسرا".
وقال في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام : "جاء في بسط مدلول قول الله تعالى (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) قول بعض أهل العلم بالتفسير هذه بشارة عظيمة أنه كلما وجد عسر وصعوبة فإن اليسر يقارنه ويصاحبه حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر فأخرجه كما قال تعالى (سيجعل الله بعد عسر يسرا) وفي تعريفه بالألف واللام الدالة على الاستغراق والعموم دليل على أن كل عسر وإن بلغ من الصعوبة ما بلغ ففي آخره التيسير ملازم له.
وأكد خياط أن ذلك يعد بشارة عظيمة لمن أصابه العسر ونزل به الضر وأحاط به البلاء واشتد عليه الكرب من أهل الإسلام قاطبة ومن أهل الشام خاصة الذين سيموا سوء العذاب بغيا وعدوا وظلما استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله؛ قائلاً: "فليبشروا باقتراب النصر وتنفيس الكرب وتفريج الشدة وكشف الغمة ورفع البلاء والعافية من البأساء والضراء.