يوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجة، وفيه ينطلق الحاج إلى مشعر منى حيث يقضي فيه يوم التروية ، ومع بزوغ شمس اليوم التاسع من ذي الحجة ينطلق لمشعر عرفات لقضاء يوم الحج الأكبر وهو يوم عرفة.

سبب تسمية يوم التروية

تعددت الروايات بشأن سبب تسمية هذا اليوم بهذا الاسم، إذ قيل إنه سمي بهذا الاسم لحصول التروي فيه من سيدنا إبراهيم عليه السلام في ذبح نجله إسماعيل عليه السلام، أما الرواية الأخرى فأرجعت سبب التسمية إلى أن الحجاج كانوا في هذا اليوم يرتوون الماء في مكة، ويحملون بعضا منه معهم إلى مشعر منى، وذلك استعدادا ليوم عرفة، بينما ذكر آخرون أن هذا اليوم سمي بذلك لأن الله عز وجل أرى سيدنا إبراهيم المناسك في ذلك اليوم.

أنواع الأنساك

الأنساك التي يُحرِم بها القادم عندما يصل إلى الميقات عند أداء فريضة الحج هي ثلاثة، وهي "الإفراد" وتعني أن الإنسان ينوي الإحرام بالحج فقط، ويبقى على إحرامه إلى أن يرمي الجمرة يوم العيد، ويحلق رأسه، ويطوف طواف الإفاضة، ويسعى بين الصفا والمروة إن لم يكن سعى بعد طواف القدوم.

أما النسك الثاني فهو "القِران" وهو أن ينوي الفرد الإحرام بالعمرة والحج معا من الميقات، وهذا عمله كعمل المفرِد، إلا أنه يجب عليه هدي التمتع، أما النسك الثالث فهو "التمتع"، وتعني أن يحرم بالعمرة من الميقات، ويتحلل منها إذا وصل إلى مكة بأداء أعمالها من طواف وسعي وحلق أو تقصير، ثم يتحلل من إحرامه، ويبقى حلالا إلى أن يحرم بالحج.

أعمال يؤديها الحاج في يوم التروية

يقوم الحاج في هذا اليوم بصلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر يوم التاسع من ذي الحجة، ويؤدون كل صلاة في وقتها قصراً ما عدا المغرب والفجر لأنه لا يجوز فيهما قصر الصلاة، ويُحرم المتمتع بالحج إحراما جديدا، أما المفرِد والقارن فيبقيان على إحرامهما من الميقات.

أعمال يستحب فعلها في يوم التروية

من الأعمال التي يستحب فعلها في هذا اليوم أن يحرص الحاج في يوم التروية على الاغتسال والتنظيف والتطيب قبل الإحرام، أما بالنسبة للحاج المتمتع فيحرم بالحج، ويكون من المستحب أن يحرم به صباحا قبل الزوال.

كما يستحب أن يكثر الحاج من الدعاء والتلبية أثناء فترة إقامته في مشعر منى الذي يبعد 7 كم عن شمال شرق مكة المكرمة على الطريق الرابط بين مكة ومزدلفة.

حكم صيام يوم التروية

يجوز لغير الحجاج أن يصوموا في هذا اليوم، بينما لا يستحب الصيام بالنسبة للحجاج يوم التروية لكون هذا اليوم من أعمال الحج التي يكون فيها مشقة، وقد يكون من الصعب على الحاج حينها أن يتحرك ويجتهد في الدعاء لذا فيستحب عدم صيامه طالما سيكون الأمر شاقا عليه، أما بالنسبة للحاج المتمتع أو القارن الذي لا يملك ثمن الهدي فيجوز له صيام يوم التروية سائلا الله عزوجل أن يعينه على الصيام.