"أمي شريفة" هو الاسم المفضل الذي تحب أن تسمعه أم يحيى التي تبلغ من العمر 100 سنة، كما قالت، وتحتفظ بذكريات الشباب وترويها بأحاديثها العطرة التي لا تخلو أبداً من روح الدعابة.

زارت "أخبار 24" "أمي شريفة" في بيتها بقرية زبنه، التابعة لمركز طبب بعسير، بعد انتشار مقاطعها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث روت أجمل القصص عن ابنها يحيى، رحمه الله، والذي تُوفي إثر حـادث سيرٍ وهو متجه من عمله لمنزل والدته، حيث لا يزال ذلك الحـادث نقشاً مؤلماً في ذاكرتها لم تنسه.

وتعيش المرأة في بيتها المتواضع الذي تبرع بترميمه وإعادة تأثيثه أحد المحسنين، مع الكثير من القطط وحفيدها محمد، الذي تتمنى أن تجد له عملاً، مشيرة إلى أن الضمان الاجتماعي توقف منذ 3 أشهر؛ بحجة وجود خطأ.

وأبرزت المرأة خلال حديثها معاناتها كثيراً من فاتورة الكهرباء، رغم أنها لا تضيء كامل البيت لعدم حاجتها لذلك، وكذلك المياه لكون الحصول عليها لم يعد سهلاً كما كان في السابق.

ويحوي منزل "أمي شريفة" الكثير من النباتات العطرية التي تحتاج لمزيد رعاية، كما روت أنها تضحي كل سنة إلا أنها ضاقت بها السبل هذه السنة، وبكت كثيراً بسبب عدم استطاعتها إيجاد أضحية.

لكنها فوجئت بأحد المحسنين يأتيها بأضحية كاملة في يوم العيد لتقسمها كيفما تريد وتخرجها للمحتاجين والمعوزين، موضحة أنها ترفض الخروج من البيت تماشياً مع وصية والدتها رغم الدعوات الكثيرة التي وصلتها من حفيدها وأمه وذويها.

وتصر على البقاء في بيتها بقرية "زبنه"، مؤكدة أن القرى بها الكثير من مصادر الحياة التي تفتقدها المدن، كالخروج بين المزارع، ومقابلة الجيران، والأقارب، وغير ذلك .