يعود الصراع بين الصين وتايوان إلى عقود طويلة، حيث تعتبر الصين تايوان مقاطعة انفصالية وتعهدت باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر، فيما تؤكد تايوان أنها دولة ذات سيادة لديها دستورها الخاص وترفض وصفها بالإقليم المتمرد.
وظل الصراع يتجدد بين البلدين باستمرار، قبل أن يشتد أخيراً بعد إعلان الولايات المتحدة عن زيارة مرتقبة لرئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى الجزيرة، حيث عدت بكين ذلك تدخلاً في شؤونها الداخلية.
استيطان قديم
كان أول المستوطنين المعروفين في تايوان قبائل قادمة من جنوب الصين الحالية، حيث ظلت تدار من قبل أسرة تشينغ الصينية من 1683 إلى 1895، بينما منذ القرن السابع عشر، بدأت أعداد كبيرة من المهاجرين في الوصول من الصين؛ هرباً من ظروف المعيشة القاسية، حيث كان معظمهم من قبيلتي هوكلو واكا الصينية لتشكلا أكبر المجموعات الديموغرافية في الجزيرة.
سيطرة وتنازل
في عام 1895، عندما انتصرت اليابان في حربها الأولى ضد الصين، اضطرت بكين إلى التنازل عن تايوان لليابان، بينما بعد الحرب العالمية الثانية، استسلمت اليابان وتخلت عن السيطرة على الأراضي التي أخذتها من الصين، وبدأت جمهورية الصين في حكم تايوان بموافقة حلفائها أمريكا وبريطانيا.
حرب وتحول
وبعد اندلاع حرب أهلية في الصين، وهزمت قوات ماو تسي تونغ قوات الزعيم آنذاك تشيانغ كاي شيك هرب الأخير إلى تايوان عام 1949 وجعلها مقراً للحكومة، حيث ظلت المجموعة التي يبلغ عددها 1.5 مليون شخص تسيطر على السياسة التايوانية لسنوات عديدة، قبل أن تواجه مقاومة من السكان المحليين، وتحت ضغط من حركة ديمقراطية متنامية، بدأ بالسماح لعملية التحول الديمقراطي.
عرض التوحيد
بدأت العلاقات بين الصين وتايوان تتحسن في الثمانينيات، وقد طرحت الصين صيغة تعرف باسم "دولة واحدة ونظامان" تمنح بموجبها تايوان استقلالية كبيرة إذا قبلت إعادة توحيد الصين، فيما رفضت تايوان العرض، قبل أن تكثف بكين الضغط على الشركات الدولية، وأجبرتها على إدراج تايوان كجزء من الصين على مواقعها على الإنترنت، وهددت بمنعها من ممارسة الأعمال التجارية في الصين إذا لم تمتثل.
تغييرات وتهديد
شهد عام 2000 تحولات جذرية، حيث قاد الرئيس لي تنغ هوي، المعروف باسم "أبو الديمقراطية" في تايوان، تغييرات دستورية ؛ مما أدى في النهاية إلى انتخاب تشن شوي بيان، أول رئيس من خارج حزب الكومينتانغ، وبعد انتخاب شوي شعرت بكين بالقلق، حيث أصدرت ما يسمى بقانون مناهضة الانفصال، والذي ينص على حقها في استخدام الوسائل غير السلمية ضد تايوان إذا حاولت الانفصال عنها.
الاستقلال الرسمي
أما بعد انتخاب ما يينغ جيو للرئاسة عام 2008، سعى إلى تحسين العلاقات مع الصين من خلال الاتفاقيات الاقتصادية، بينما عام 2016، انتخبت الرئيسة تساي إنغ ون والتي تقود الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يميل نحو الاستقلال الرسمي النهائي عن الصين، حيث ظلت ون منفتحة بشكل أكبر على العلاقات الخارجية خاصة أمريكا التي تعهدت بتوفير الحماية ضد أي تدخلات من الصين.