تُعَدّ منطقة الباحة واحدة من المناطق والمدن العديدة التي تكتنز إرثاً كبيراً من فنّ العمارة القديمة، الذي يبرز في قراها المتناثرة في أنحاء المنطقة، حيث روعي في تصميم مبانيها السكنية وقلاعها وحصونها أن تتواءم مع الظروف البيئية كالتضاريس والمناخ، وأن تتلاءم مع الظروف الاجتماعية كالعادات والتقاليد العربية القديمة.
وأوضح المواطن محمد الغامدي، أنه يعمل في حرفة بناء المنازل بالحجر منذ عشرات السنين مبيناً أن الحرفة هواية ووراثة، وأنه يعمل مع رفاقه على إنشاء غرفة من الحجارة وتعتمد على الحجر كمادة للبناء ويتعاون فريق عمل مكون من الباني والملقفين والمشاركين في البناء.
وأضاف أنه يستخدم في كل بناء ما يُعرف بحجر الزاوية وهو الذي يوضع على الزوايا في بناء الغرفة، كما أن هناك الحجر الطويل الذي يربط بين الحجارة والأخرى في الغرفة، ويسمى "الرابطة" وأيضاً حجر يسمى المتين أو الظهر لإقامة الغرفة، ويستخدم أيضاً حجارة "اللزة " ويعرّفها بأنها حجارة صغيرة جداً تكون حشواً داخل الحجارة الكبيرة حتى لا يكون هناك خللٌ بين الحجارة الكبيرة أو فتحات في الغرفة.
فيما أوضح أستاذ التصميم العمراني بجامعة الباحة الدكتور عبدالعزيز بن أحمد حنش، أن بناء الإنسان في منطقة الباحة يُعَدّ أحد أهم الشواهد على الحضارة العمرانية التي تعكس التطور الحاصل عَبْر الزمان لهذا المكان، فعمارة الباحة التقليدية وتراثها العمراني يُعَدّ أحد أهم المرتكزات والمزايا النسبية التي تُميَّز بها المنطقة.
**carousel[8271335,8271336,8271338]**