استقبلت المملكة والعديد من دول المنطقة والعالم، إعلان الأمم المتحدة تمديد الهدنة في اليمن التي انتهت أمس (الثلاثاء) لشهرين إضافيين؛ بترحاب شديد، على أمل أن تؤدي الهدنة إلى وقف إطلاق دائم وشامل للنار، بما يُمهد لبدء العملية السياسية بين الحكومة اليمنية والحـوثيين.

واشترطت المنظمة الدولية أن يكون تمديد الهدنة حتى الثاني من أكتوبر 2022، مصحوباً بالتزام الأطراف اليمنية بتكثيف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق هدنة موسع.

هدنة مهمة لليمنيين

أكد وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب، خلال حديثه لـ"أخبار 24": أن هذه الهدنة مستحقة من أجل الشعب اليمني، في ظل ازدياد وتراكم المأساة الإنسانية مع ارتفاع الأسعار والتضخم الاقتصادي الذي تشهده كل دول العالم؛ ما جعل المأساة تبلغ ذروتها.

وأشار إلى أن الحـوثي استُنزف كثيراً في معارك مآرب وفي كافة الجبهات؛ وهو في مرحلة إعادة بناء قوته، مؤكداً أنه لم يكن بإمكان الحـوثي أو أي طرف يمني حسم المعركة في ظل الدعوات الشاملة التي تأتي من الجميع من أجل الهدنة، والتي كان سيرفضها الحـوثي؛ لولا أنها كانت ستتسبب في حالة من الاعتراضات الشعبية الكبيرة ضده.

وذكر أن الضغط السياسي والشرعية والتحالف، نجحوا في محاصرة الحـوثيين في زاوية ضيقة، وأصبحت مسألة قبول الهدنة أمراً إجبارياً.

محاولات إفشال الهدنة

أكد أن الحـوثي يسعى إلى تخريب الهدنة من خلال عدم فتح الطرقات أو الالتزام ببنودها، فضلاً عن الاختراقات المتعددة التي يقوم بها، مشيراً إلى أن الحـوثي يستمر في عمل الجباية، وارتكاب الانتهاكات بالمناطق التي تخضع لسيطرته؛ كونه يعد نفسه لحرب جديدة.

وقال: "المعلومات التي نستقيها من حركة الحـوثيين، تؤكد استعدادهم لمعركة قادمة، وستستمر في تهريب السـلاح وبناء نفسها، ثم تقوم بتنفيذ ضربات خاطفة لتأتي هدن أخرى، وستظل المأساة اليمنية قائمة والحـوثي سيكون هو الرابح الأكبر، إلا في حالة تمكنت الشرعية بعد المشاورات والإصلاح السياسي، من إعادة بناء نفسها بالطريقة الصحيحة وتشكيل ضغط عسكري حقيقي".

وذكر أن الحـوثيين سوف يرتكبون أخطاءً متعمدة لإفشال هذه الهدنة في التفرة المقبلة والعودة إلى الحرب مرة أخرى، مشيراً إلى أن طبيعية الحـوثيين وتركيبتهم ترى أن خسارة الشعب اليمني وتعظيم المأساة تعد أهم ركائز قوتهم.

الدور العماني

لعبت سلطنة عُمان بقيادة السلطان هيثم بن طارق؛ دوراً محورياً في تحقيق تمديد الهدنة في اليمن لشهرين آخرين، حيث كان قد وصل وفد عماني إلى صنعاء يوم (الأحد) الماضي؛ بهدف التشاور مع قادة الميليشيا الحـوثية حول التطورات المتعلقة بالهدنة، والمقترحات التي قدمها الممثل الأممي لمعالجة القضايا الإنسانية والاقتصادية.

وظلت عُمان على مدى سنوات الحرب في اليمن تقوم بدور الوسيط بين الحوثيين والسلطة الشرعية وحلفائها الإقليميين، وقد كانت بصمتها حاضرة في التوصل إلى اتفاق الهدنة التي أُعلن عنها في أبريل الماضي؛ لمدة شهرين، والتي جرى تمديدها مجدداً لتنتهي في الثاني من أغسطس الجاري.

خرق الهدنة الأممية

وأظهر الحـوثيون إصراراً على خرق الهدنة الإنسانية السابقة في عدد من الجبهات، وبالأخص في تعز، حيث ارتكبت خلال يونيو الماضي 115 خرقاً للهدنة الأممية، في مقابل التزام واضح من قوات الجيش اليمني بوقف إطلاق النار الشامل.

وتوزعت الخروق الحـوثية بين 41 خرقاً في محور حيس جنوبي الحديدة، و37 خرقاً في جبهات محور تعز، و28 خرقاً في محور البرح غربي تعز، و18 خرقاً جنوب وغرب وشمال غربي مأرب، و16 خرقاً في محافظة حجة، وخرقين في جبهات الجوف، وخرق واحد بمحور الضالع.

وأثارت هذه الخروقات مخاوف الأوساط السياسية الدولية والإقليمية حينها، خاصة في ظل المخاطر الكارثية التي قد تنتج عن هذه الخروقات الحـوثية للهدنة الإنسانية.