يعتبر يوم الثامن عشر من إبريل يوما عالميا للتراث، فيه تعبر الكثير من الدول عن اعتزازها وتمسكها بالإرث الوطني والتاريخي لها، باعتبار أن التراث عنصر من عناصر القوة الناعمة للدولة والمجتمع.
ونظمت هيئة التراث أمس فعاليات ثقافية وعروضا فنية، احتفاءً بهذا اليوم، وبالموروث السعودي الضارب في عمق التاريخ، الذي شمل الأزياء والصناعة والعمارة والنقش والتطريز والنسج.
انطلقنا في ليلة من ليالي العاصمة إلى فعالية اليوم العالمي للتراث "سوق الحرفيين"، والتقينا بسلطان المرشود ابن القصيم الذي كان لنشأته في مزرعةٍ دورٌ في تنمية الحس الفني لديه.
يقول سلطان، وهو نحّات سعودي برع في النحت على الخشب، في حديثه لـ"أخبار 24"، إنه يعمل في هذا الفن منذ 17 عاماً، وإن جميع أعماله مستوحاة من واقع الطبيعة السعودية وليس فيها شيء مستورد من الخارج.
ويضيف المرشود أنه ينحت أعماله الفنية من خشب الأثل وخشب الطلح وخشب الأيكة الموجودة في الصحراء السعودية بكثرة، مبيناً أنه يحرص على رواية القصص عبر منحوتاته، خاصة قصص الجزيرة العربية كقصص الخيول والصقور.
ويضيف المرشود أنه عادة ما يربط أعماله بشيء من القصص القديمة ما قبل 10 آلاف سنة، من الثقافات السحيقة كالثقافة الثمودية والبابلية والمسمارية والفرعونية.
وعن أبرز أعماله وهو منحوت الصقر، ذكر سلطان أنه استغرق قرابة العامين في تنفيذه، وأنه يتكون من خشب الأثل والكينة، حيث كان عبارة عن قطعة خشب كبيرة فقام بنحتها لتصبح صقراً، مضيفاً أن سعر الصقر وصل إلى 150 ألف ريال.