في مثل هذا اليوم وقبل 20 عاماً، غرس الإرهاب سكينه في كل الأعمار، واستهدفوا مبنى المرور التابع للأمن العام، خلال أوقات العمل التي يعج فيها برجال الأمن ومواطنين يقصدون المبنى، لاستكمال بعض معاملاتهم الشخصية، إضافة إلى بعض المباني المجاورة، وذلك عبر سيارة مفخخة مملوءة بأكثر من 1200 كيلوجرام من (خلائط الأمونال) المتفجرة، قام بها الانتحاري السعودي عبدالعزيز علي المديهيش.
هذه الحادثة استهدفت 7 شهداء، و 148 مصاباً، منهم 38 من المقيمين، كان أبرزهم العقيد عبد الرحمن الصالح من الإدارة العامة للمرور، وإبراهيم المفيريج موظف مدني في الدرجة التاسعة في الإدارة العامة للمرور وهو أيضا صحافي رياضي معروف، إضافة إلى طفلة في الحادية عشرة من عمرها، واسمها وجدان الكندري، التي سقط عليها سور المنزل من ضخامة الانفجار.
بحسب مقربين من الانتحاري المديهيش، هو من أهالي مدينة بريدة في منطقة القصيم، كان يعاني من تقلبات حادة في شخصيته بين التدين وعدم التدين، وفشل في الدراسة، بعدها حاول دخول التجارة ببيع الأقمشة النسائية في شارع المتنبي في حي الملز، ولم يوفق، وتراكمت عليه الديون، ثم انقطع عن أسرته، ليلتحق ضمن خلايا تنظيم "القاعدة".
لم تعرف ما الأسباب التي دفعت عبدالعزيز المديهيش للانضمام للتنظيم، والقيام بعملية انتحارية، إذ عرضت قناة "العربية" فيلما وثائقيا (كيف واجهت السعودية القاعدة؟)، واتسمت شخصيته بالسذاجة أثناء تصوير بعض المقاطع المرئية التي عثرت عليها السلطات الأمنية في أحد المواقع التي يقطنها الإرهابيون، كان جميعها كواليس ما قبل إنتاجها ونشرها عبر المنتديات في شبكة الإنترنت، وجاء فيه:
المحاور: يقال إن في استهدافكم للصليبيين والتفجير في بلاد الحرمين فيه مفاسد كثيرة على الإسلام والمسلمين.. فما ردكم؟
الانتحاري المديهيش يسكت قليلاً ثم يجيب: والله ماني عارف الجواب.
ويرد ماني مركز.. وفي إجابته الثانية يقول بتردد: مفاسد ما فيه فساد.. مفاسد.
عادي عادي جاوب من جديد..
تصدت السلطات الأمنية لفلول تنظيم "القاعدة"، وأحبطت العديد من العمليات أثناء الإعداد لها، وبعضها قبل تنفيذها بساعات، وقبضت على كل مَن ساهم في عملية إرهابية، أو سهل أو تستر عليهم، وتمت محاكمة المئات منهم، وانتهى الأمر بعد ذلك إلى تنفيذ القصاص بعد صدور أحكام شرعية بحقهم.