يُعتبر "الرجم" من أهم العلامات في حياة سكان البادية ومرتاديها، كما يعد معلما أثريا وعلامة استدلال على مسارات طرق القوافل القديمة ودروب الصحراء الشاسعة، ويتميز بإشرافه على المناطق المحيطة، ويحظى بمكانة كبيرة من قبل أهل البادية، ولقد تغنى العديد من الشعراء والشاعرات بالرجم في قصائدهم.

ويتكون الرجم أو "المرقاب" من مجموعة من الحجارة، تُشيد بشكل هرمي أو دائري، ويمكن أن تكون عشوائية أو منتظمة في البراري، وتختلف في أطوالها وأحجامها.

وللرجم مهام واستدلالات كثيرة، من أبرزها، البحث عن معازيب يُبات عندهم، خاصةً عندما كان الناس يسيرون على الركايب لمسافات طويلة، كما يُستخدم للتعرف على نقاط التجمع في الصحراء ومواقع الجلوس، بالإضافة إلى ذلك، يُمكن استخدام الرجم للتعرف على مصادر المياه ومراقبة البروق البعيدة ليلاً وغيرها من الوظائف الأخرى.

وتوضع الرجوم في أعلى المناطق، سواءً على قمم الجبال أو أي مرتفع آخر، لتكشف ما تخفيه الأرض، وتعتبر الرجوم معلمًا جذابًا للسياح، ومتنفسًا للمحبين، والعشاق والشعراء، لما تحمله من أسرارها وخباياها، ولها معالمها الخاصة، وتحمل أسماءً ترتبط بأصحابها الذين بنوها، أو تكون مرتبطة بمواقع جغرافية معينة، وتُروى عنها العديد من الحكايات.

وأوضح الباحث عبدالرحمن التويجري أن الرجوم أو الأعلام تُبنى من أحجار مختلفة الأحجام، ويتراوح قطرها بين 2 و3 أمتار، ويصل ارتفاعها من مترين إلى ثلاثة أمتار مع مرور الزمن، كما تساقطت معظم الحجارة المستخدمة في بنائها، ولم يتبق من ارتفاعها سوى مترين إلى متر، وبعضها أصبح أكوامًا من الحجارة المتساقطة على جنبات الطريق.

ويُعرف الرجم بأنه علامة وأبنية عادية يستدل بها في الصحاري، ويُذكر في الكتب التاريخية والأدبية ويُعتبر مرجعًا للمسافرين، يُبنى على جوانب الطرق ويُستخدم لتوجيه المسافرين.

وأشار أبو إسحاق إبراهيم الحربي، وهو أحد أوائل الجغرافيين الذين رصدوا الأعلام والأميال، إلى "علم الخيزران" على أربعة أميال من قرية زبالا جنوب رفحاء، الأعلام تنتشر في المناطق السهلية بشكل ملحوظ، وتكون المسافة بين العلم والآخر حوالي الكيلين أو ما يقارب الميل، كما تقارب الأعلام في المناطق التي تتداخل فيها الطرق وتتفرق، وتم بناء الأعلام على التلال والمرتفعات الطبيعية، ما يسمح برؤيتها من مسافات بعيدة.

**carousel[8289825,8289766,8289768,8289769,8289770]**