نبهت منظمة الصحة العالمية، دول أوروبا، من استهلاك الأطفال بين (الـ11 و15 عاماً) الكحول والسجائر الإلكترونية مؤكدةً أن الأمر "مثير للقلق"، وأوصت في تقرير أصدرته باتخاذ تدابير في مجال الصحة العامة للحدّ من إمكان الاستحصال على هذه المشروبات.

وكشف التقرير، المستند إلى معطيات تتعلق بـ280 ألف طفل في أوروبا وآسيا الوسطى وكندا، أن بعض البيانات أظهرت أن جائحة كوفيد-19 تسببت في زيادة جديدة في استهلاك المواد ذات التأثير النفسي بعدما شهد تراجعاً لسنوات، إذ إن تدابير الحجر الصحيّ غيّرت عادات الأطفال في الفئة العمرية بين 11 و15 عاماً، إذ أصبحوا أكثر حضوراً على الإنترنت وأكثر عرضةً للإعلانات الرقمية.

وبيّنَ التقرير أن الكحول هو المادة التي تشهد أكبر استهلاك بين المراهقين، إذ شربها 57% من الأطفال بعمر 15 عاماً مرة واحدة على الأقل، فيما تناولها نحو أربعة من كل عشرة في آخر 30 يوماً. وسبقَ لنحو واحد من كل عشرة مراهقين أي (9%) أن بلغ درجة السكر الشديد خلال حياته، وحصل ذلك لنحو 5% اعتباراً من سن 13 عاماً ولنحو 20 في المئة اعتباراً من 15 عاماً.

وحذّر الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية في بيان من أن هذه المعطيات "تدلّ على وجود اتجاه لتصاعد تعاطي الكحول بين الشباب". وشددت على أن "هذه النتائج تعكس مدى توفر الكحول وتحوّله أمراً طبيعياً، وتُظهر أن ثمة حاجة ملحّة لاتخاذ تدابير سياسية أفضل لحماية الأطفال والشباب من أضراره".

كذلك رصد التقرير أمراً آخر مقلقاً، وهو زيادة استهلاك الفتيات الصغيرات الكحول، إذ ارتفعت نسبة الفتيات البالغات 15 عاماً اللواتي تناولنه مرة واحدة على الأقل خلال آخر 30 يوماً من 38% قبل أربع سنوات إلى 40%، في حين أن الاتجاه عكسي لدى الذكور من هذه الفئة العمرية.

أما استهلاك القنب فشهد انخفاضاً طفيفاً، إذ تراجعت نسبة الأطفال في سن 15 عاماً الذين سبق أن استخدموه أربع نقاط في أربع سنوات، وبلغت 12%.

ويرى المدير الإقليمي للمنظمة هانز كلوغه أن "الاستخدام الواسع النطاق للمواد الضارة بين الأطفال في الكثير من دول المنطقة الأوروبية وخارجها يشكل تهديداً خطيراً للصحة العامة". ودعا إلى اتخاذ مجموعة تدابير لمواجهة هذا المنحى، من أبرزها زيادة الضرائب والحدّ من نقاط البيع ومن الإعلانات وحظر المنكّهات.

وأوضح أن "اعتماد سلوكيات محفوفة بالمخاطر خلال مرحلة المراهَقَة يمكن أن يؤثر في السلوك في مرحلة البلوغ، إذ يرتبط استخدام المواد ذات التأثير النفساني في سن مبكرة بزيادة خطر الإدمان"، ما يرتّب "عواقب وخيمة" على هؤلاء الأطفال "وعلى المجتمع".

وأشار التقرير إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية زاد في كل أنحاء العالم، وهذا الاتجاه ملحوظ خصوصاً بين المراهقين.

وسجل التقرير منحى إيجابيا يتمثل في أن التدخين في انخفاض، إذ إن 13 % من الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 11 و15 عاماً سبق أن دخنوا عام 2022، أي أقل بنقطتين مما كانت عليه هذه النسبة قبل أربع سنوات، إلا أن الأكثرية اعتمدوا السجائر الإلكترونية.

وتبيّن أن نحو 32% من البالغين 15 عاماً سبق أن استخدموا هذه السجائر، و20% فعلوا خلال الأيام الثلاثين الأخيرة.

ويُجرى المسح الدولي للسلوك الصحي لدى الأطفال في سن المدرسة كل أربع سنوات، تحت رعاية مكتب منظمة الصحة العالمية في أوروبا، الذي يضم 53 دولة ويمتد إلى آسيا الوسطى، ويتيح هذا المسح رصد السلوكيات الصحية للتلاميذ البالغين 11 و13 و15 عاماً في جوانب عدة، من بينها استخدام المواد ذات التأثير النفساني.