عُرفت قرية "طابة" الأثرية بمنطقة حائل، أنها من أقدم القُرى بالمنطقة، حيث يمتد عمرها إلى ما قبل الإسلام. القرية المبنية على فوهة بركان خامد، تتبع محافظة الشِنان حيث تكثر المزارع والنخيل والآبار القديمة والنقوش الأثرية، وهي تلاصق جبال سلمى الشهيرة وتعد أحد أهم المعالم السياحية بحائل التي تجذب الزوار من داخل المملكة وخارجها.
تعرضت قرية "طابة"، البالغ عدد سكانها قرابة 5 آلاف مواطن، في عام 1403هـ، إلى هزات أرضية متتالية ومحسوسة أحدثت صدوعاً في المباني وشقوقاً عميقة بعرض يتجاوز 3 أمتار في بعض المناطق داخل القرية، وحفاظًا على سلامة المواطنين، وتحسبًا من هزات وانهيارات أرضية جديدة، تم نقل سكانها إلى مخططات سكنية آمنة بجوار القرية الجديدة لطابة، وكذلك صرف (قروض عقارية) عاجلة لسكان القرية آنذاك من قبل القيادة الرشيدة، حيث يُعد بركان "طابة" من أكبر الفوهات البركانية الخاملة في شمال غرب المملكة.
ويستذكر أحد سُكان قرية "طابة" ويدعى بريقع حمد الشمري، معايشته ما حصل بالقرية قبل 42 عاما من هزات أرضية، خلفت متاعب لأهل القرية وتشققات وتصدعات وتقلبات في الأرضية، مشيداً باهتمام القيادة الرشيدة بعد الحادثة بإجراءات سريعة، حيثُ تم توفير مخطط سكني لأهالي القرية، وقروض عقارية مستعجلة، وتعويضات مالية لأكثر من مرة لأهالي ومزارعي قرية "طابة".
وأشار "محمد الصنيتان" أحد سكان القرية إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وجهت بإنشاء لجنة مكونة من الجهات المختصة لدراسة الوضع القائم، واتخاذ الإجراءات اللازمة والآمنة للسكان.
وجاءت موافقة مجلس الوزراء، في جلسته التي عقدها أول أمس على منح المتضررين من أهالي قرية "طابة" مبلغا تعويضي إضافي قدره (200) ألف ريال، أو أرضاً سكنية ضمن المخططات الحكومية المعتمدة، بحسب ما يختار كل متضرر أو ورثته في حال وفاته، وذلك جراء تركهم مزارعهم وبيوتهم التراثية؛ استمراراً لاهتمام القيادة الرشيدة بمعالجة مشكلة هؤلاء الأهالي ومنحهم التعويضات المناسبة.
**carousel[8296420,8296421,8296419,8296418]**