في صباح يوم 11 سبتمبر 2001، كانت أنظار العالم تتجه صوب سماء نيويورك، حين اصطدمت طائرتان ببرجي مركز التجارة العالمي، بالقرب من العاصمة واشنطن، في حين اصطدمت طائرة ثالثة بالبنتاغون، وهو اليوم الذي بدأت به حرب أطلق عليها حرب على الإرهاب حملت العلم الأمريكي، وحملت معها آثاراً اقتصادية وسياسية وصحية.


وبعد أكثر من 20 عامًا من غزو الولايات المتحدة أفغانستان، بلغت تكلفة حربها العالمية على الإرهاب، وفقًا لتقرير جديد صادر عن مشروع تكاليف الحرب في جامعة براون، 8 تريليونات دولار، وما بين 897- 929 ألف شخص قتلوا مباشرة في الحرب، ولا يشمل هذا الرقم أولئك الذين قضوا بطرق غير مباشرة سواء بسبب المرض أو التهجير، وعدم التمكن من الوصول إلى الغذاء والمياه النظيفة.

التغيرات السياسية

اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية؛ أن هجمات 11 سبتمبر، عملا إرهابيًا، مما ترتب عليه حدوث تغيرات عديدة في السياسة الأمريكية والتي انعكست على مستوى العلاقات الدولية، كانت بداية هذه التغيرات هي الحرب على العراق وأفغانستان، تحت عنوان الحرب على الإرهاب.

فيما انطلقت الصين، بحسب رصد المحللين، نحو توجهات سياسية جديدة في العلاقات الدولية بعد الأحداث، فيما أعادت الهجمات لروسيا الآمال بإمكانية استعادة المكانة الدولية لها، وأعدت روسيا مسودة الاستراتيجية الروسية الجديدة عبر لجنة كونتها لوضع استراتيجية تسمى "استراتيجية السيطرة الروسية المستقبلية"، رغبة منها في قيادة العالم خلال ثلاثين سنة على الأكثر.

العالم العربي

كان الوطن العربي معنياً بهذه الأحداث أكثر من غيره وذلك لاتهام عناصر عربية بالوقوف وراء هذه الأحداث، هذا بالإضافة إلى اتهام بعض الدول العربية بأنها على علاقة بالمتهمين.

واختارت أمريكا إعلان الحرب على الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط الذي كان المجال الطبيعي للحرب الأمريكية، وقد شملت هذه الحرب التهديد بالعمل المسلح ضد بعض الدول واستخدام وسائل استخبارية وأمنية ضد أنظمة وتنظيمات وجمعيات وأفراد وامتدت لتشمل مجالات الثقافة والأنشطة الخيرية.

الآثار الصحية للناجين

بعيدًا عن الآثار الاقتصادية والسياسية، فإن هناك آلاف الأشخاص يعانون الآثار الصحية الناتجة عن وجودهم في مقر الحادث سواء كانوا من الناجين، أو من العمال القائمين على التعامل مع الحدث.

ووفقًا لبرنامج مركز التجارة العالمي الصحي، الذي أنشئ بعد الهجمات، كان هناك أكثر من 112 ألف شخص، قد التحقوا به، ووجد أن 53% من المستجيبين الذين ما زالوا على قيد الحياة في برنامج الصحة يعانون أمراضا باطنية (حالات تؤثر على الشعب الهوائية والجهاز الهضمي العلوي). و25% مصابون بالسرطان و21% مصابون بأمراض نفسية، و1% من إصابات الجهاز العضلي الهيكلي والصدمات الحادة.

الأسواق المالية

في يوم الثلاثاء، 11 سبتمبر 2001، تأخر افتتاح بورصة نيويورك بعد تحطم الطائرة الأولى في البرج الشمالي لمركز التجارة، وأُلغي التداول لهذا اليوم بعد تحطم الطائرة الثانية في البرج الجنوبي.

وألغت بورصة "نازداك" التداول أيضًا، ثم أُخليَت بورصة نيويورك وكذلك جميع البنوك والمؤسسات المالية تقريبًا في وول ستريت وفي العديد من المدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، لم يكن الأمر متعلقًا بأمريكا فقط، لكن وصل الأمر إلى بورصة لندن وغيرها من أسواق الأوراق المالية حول العالم، والتي أُجليَت خوفًا من استمرار الأحداث الإرهابية.

التغيرات الاقتصادية

شهد الاتحاد الأوروبي تقدمًا اقتصاديًا بعد الهجمات؛ فحصل على مزايا من الولايات المتحدة الأمريكية من خلال إعفاء دخول الصادرات إلى أمريكا، مما ساهم فى تحقيق معدلات نمو اقتصادي أدى إلى قفزة كبيرة فى المكانة الاقتصادية للكيان الأوروبي المشترك.

تأثر اقتصاد الولايات المتحدة بالسلب جراء هجمات 11 سبتمبر، بسبب حجم المليارات التي أنفقتها الولايات المتحدة الأمريكية على الجانب العسكري في الحرب في أفغانستان والعراق، إضافة إلى التأثيرات التي أحدثتها الأزمة المالية العالمية في أعوام 2007 و2008 .

أسعار الذهب والعملات

ارتفعت أسعار الذهب من 215.50 دولار أمريكي إلى 287 دولار أمريكي للأوقية في تداول لندن، كما ارتفعت أسعار النفط، وارتفعت أسعار الغاز في الولايات المتحدة أيضًا لفترة وجيزة، على الرغم من أن الارتفاع الكبير في الأسعار استمر نحو أسبوع واحد فقط.

واستمر تداول العملات، حيث انخفض الدولار الأمريكي بشكل حاد مقابل اليورو، والجنيه البريطاني، والين الياباني، في اليوم التالي، تراجعت أسواق الأسهم الأوروبية بشكل حاد، بما في ذلك الانخفاض بنسبة 4.6% في إسبانيا، و8.5% في ألمانيا، و5.7% في بورصة لندن. كما هبطت الأسهم في أسواق أمريكا اللاتينية، مع انخفاض بنسبة 9.2% في البرازيل، و5.2% في الأرجنتين، و5.6% في المكسيك، قبل منع التداول.