تحتفي المملكة ودول العالم باليوم العالمي للملكية الفكرية، والذي يصادف 26 إبريل من كل عام، وذلك بهدف توعية المجتمع بالملكية الفكرية، ودورها في تشجيع الإبداع وتعزيز الابتكار.
وتعرف الملكية الفكرية بأنها مجموعة الحقوق التي تحمي الفكر والإبداع الإنساني وتشمل حق المؤلف والحقوق المجاورة وبراءات الاختراع والعلامات التجارية والنماذج الصناعية والأصناف النباتية والتصميمات التخطيطية للدارات المتكاملة، وتلعب حماية الملكية الفكرية دورا مهما في تشجيع وجذب الاستثمارات الخارجية، وتعظيم دور البحث والابتكار، وتعزيز القيمة السوقية للأعمال.
وكانت المملكة قد انضمت كعضو في المنظمة العالمية للملكية الفكرية عام 1402هـ الموافق 1982م، وتشترك الهيئة السعودية للملكية الفكرية بعضويتها لمواكبة المستجدات في مجالات الملكية الفكرية المختلفة، مما ينعكس بمردود إيجابي على أنشطة الملكية الفكرية في المملكة.
وأطلق ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، في 2022 الإستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، والتي تُعَدّ إحدى ممكنات تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، والهادفة إلى بناء منظومة للملكية الفكرية تدعم الاقتصاد القائم على الابتكار والإبداع من خلال إنشاء سلسلة قيمة للملكية الفكرية تحفّز تنافسية الابتكار والإبداع وتدعم النمو الاقتصادي لتصبح المملكة رائدةً في مجال الملكية الفكرية.
وارتكزت الإستراتيجية على أربع ركائز أساسية وهي: توليد الملكية الفكرية وإدارتها والاستثمار التجاري للملكية الفكرية وحمايتها، وسيتم في إطار ذلك العملُ على تعزيز التعاون والتكامل بين الجهات الوطنية من خلال أهداف الإستراتيجية التي تعزز قدرة المملكة على توليد أصول ملكية فكرية ذات قيمة اقتصادية واجتماعية.
وكجزء من الإستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، تم في عام 2023 اعتماد "الملكية الفكرية" في مناهج التعليم العام، وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم، وبالشراكة مع مركز تطوير المناهج.
وفي يوليو 2023 اعتمدت المنظمة العالمية للملكية الفكرية، الهيئة السعودية للملكية الفكرية هيئةً للبحث والفحص التمهيدي الدولي، وذلك في إطار معاهدة التعاون بشأن براءات الاختراع (PCT/ISA/IPEA)، كثاني مكتب بحث وفحص دولي يدعم اللغة العربية، ويتيح الاعتماد لمقدمي طلبات براءات الاختراع الدولية في الدول الأعضاء، اختيار الهيئة السعودية للملكية الفكرية كإحدى هيئات البحث الدولية المعتمدة لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية؛ لإصدار تقرير البحث لطلبات براءات الاختراع الدولية.
وأصبحت الملكية الفكرية محوراً مهماً في المجتمعات الحديثة؛ إذ تعتبر الابتكارات والأعمال الفكرية المنتجة من مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية جزءاً حيوياً في تطور المجتمعات؛ لذلك، فإن إدراج موضوعات الملكية الفكرية في مناهج التعليم يعتبر أمراً ضرورياً لتنمية جيل واعٍ بقضايا الملكية الفكرية.
وتستهدف المملكة من ركيزة توليد الملكية الفكرية تعزيز قدرة المملكة على توليد أصول ملكية فكرية ذات قيمة اقتصادية واجتماعية عالية، في حين تستهدف ركيزة حماية الملكية الفكرية تنشيط اقتصاد السوق من خلال حماية الملكية الفكرية.
وبمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية 2024م، أطلقت الهيئة السعودية للملكية الفكرية حملتها التوعوية "أبدع لتدوم"، حيث خصصت المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الويبو" شعار هذا العام حول "الملكية الفكرية وأهداف التنمية المستدامة".
وتشارك الهيئة بعدد من الفعاليات والأنشطة التوعوية للإسهام في تحفيز المبدعين والمبدعات في المملكة من خلال تشجيع الأفكار الإبداعية للابتكار في مجالات الطاقة المتجددة، وإدارة الموارد، والتقنيات النظيفة من أجل عالم أكثر استدامة؛ ويعد الابتكار والإبداع من أهم عوامل دعم النمو الاقتصادي في المملكة لتوليد الإبداعات والابتكارات في مختلف مجالات الملكية الفكرية، كما تسهم الهيئة في تذليل الصعوبات أمام تسجيل تلك الابتكارات والإبداعات، وحمايتها بالتنسيق والتعاون مع الجهات الحكومية المختصة.
يُذكر أن الهيئة السعودية للملكية الفكرية تهدف إلى تنظيم مجالات الملكية الفكرية في المملكة ودعمها وتنميتها ورعايتها وحمايتها وإنفاذها والارتقاء بها وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، وترتبط تنظيمياً برئيس مجلس الوزراء.
وبلغ عدد طلبات براءة الاختراع المودَعة لدى الهيئة نحو 7 آلاف طلب، وأكثر من 45 ألف طلب تسجيل علامة تجارية، وما يزيد عن 19 ألف طلب إيداع تصميم صناعي.