تكررت الأحد "أزمة القمصان" بعدما رفض اتحاد العاصمة الجزائري، حامل اللقب، خوض اللقاء ضد مضيفه نهضة بركان المغربي على الملعب البلدي في بركان في إياب الدور نصف النهائي لمسابقة كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بينما حجز الزمالك المصري مقعده في الدور النهائي إثر تغلبه على مضيفه دريمز الغامي 3-0 في كوماسي.

وألغيت الأحد مباراة إياب الدور نصف النهائي بين نهضة بركان وضيفه اتحاد العاصمة بسبب احتجاج الأخير على قمصان مضيفه التي تضمنت خريطة المغرب مدمجة مع الصحراء الغربية المتنازَع عليها.

وتخلف لاعبو الفريق الجزائري عن الدخول إلى أرضية الملعب البلدي ببركان، ودخل لاعبو الفريق المغربي فقط بعد حوالي ربع ساعة على الموعد المقرر لانطلاقة المباراة.

وغادر لاعبو نهضة بركان الملعب بعد تحية الجماهير التي رفعت "تيفو" يتضمن خريطة المغرب وشعار المملكة "الله، الوطن، الملك"، بينما تزين الكثيرون منهم بالأعلام الوطنية.

ولم يجرِ الفريق الجزائري تدريبات الإحماء قبل المباراة، بعدما تأكد لمسؤوليه أن الفريق البرتقالي سيرتدي القمصان التي تتضمن الخريطة.

وعلى غرار المباراة في الأسبوع الماضي، لم يدخل الحكام إلى أرض الملعب، حيث دخل الفريق المغربي وحده وقدم التحية للجماهير المحتشدة وقام اللاعبون بلفة حول الملعب.

وستبت لجنة الانضباط في الاتحاد القاري بنتيجة المباراة.

وتكرر بذلك سيناريو مباراة الذهاب التي لم تُجرَ الأسبوع الماضي في الجزائر، بعدما اعترض الفريق المغربي على حجز السلطات الجزائرية أمتعته في مطار هواري بو مدين في العاصمة الجزائرية، لتضمن القميص الرسمي للفريق خريطة المغرب مدمجة مع الصحراء الغربية المتنازَع عليها.

وقرر الاتحاد الإفريقي للعبة "كاف" الأربعاء اعتبار اتحاد العاصمة خاسرا 0-3 ذهابا.

ووجه رسالة إلى الاتحاد الجزائري حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها جاء فيها: "معاقبة نادي اتحاد العاصمة باعتباره خاسراً بنتيجة 0-3".

وحوّلت لجنة المسابقات "القضية إلى لجنة الانضباط لبحث المزيد من العقوبات".

وذكرت وسائل إعلام جزائرية أن رئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم وليد صادي أودع شكوى لدى محكمة التحكيم الرياضية في سويسرا ضد قرار هيئات الاتحاد الإفريقي السماح لنهضة بركان "بارتداء قميص عليه شعار سياسي".

وحسب صحيفة الخبر فإن الاتحاد الجزائري استعان بخمس محامين من فرنسا وإيطاليا وسويسرا سبق لهم المرافعة في قضايا مشابهة.

تشهد علاقات الجارين أزمة دبلوماسية متواصلة منذ قطع الجزائر علاقاتها مع الرباط صيف عام 2021، متهمة الأخيرة باقتراف "أعمال عدائية" ضدها، في سياق النزاع بين البلدين حول الصحراء الغربية.

والصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة يسيطر المغرب على 80 في المئة من مساحتها، لكن جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر تطالب بالسيادة عليها. وتعتبرها الأمم المتحدة من بين "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".