يقبل الكثير من الزوار على معرض الرياض الدولي للكتاب في نسخته الـ 22، بحثاً عما يرضي فضولهم المعرفي، ويشبع ذلك النهم المتوقد لديهم، وخاصة في الأيام الأولى لهذا التجمع الثقافي، الذي ترافقه فعاليات متنوعة.

وتنساب أبصار المتجولين في أرجاء المعرض الضخم تجاه أحد الأجنحة التي بدت لافتة في تصميمها وهي تحتضن أسطوانات غاز متلاصقة ممهورة بـ عبارة "تحدث العربية"، إلى جانب ملصقات أخرى مختلفة، حيث يتوقف الزوار لزاماً عند هذا الجناح، بينما تعتري وجوههم ملامح الدهشة لوجود أسطوانات غاز داخل معرض للكتاب.

ويتساءل الزائر ما هو نوع تلك العلاقة التي يمكن أن تجمع بين أنبوبة غاز، والحديث عن اللغة؟ ولماذا جرى تنفيذ العمل بهذا الشكل؟

حسب ما يعتقده المنخرطون في مشروع "تحدث العربية" فإن استلهام هذه الفكرة واقتناص خيوطها جاء بعد تفكير مضنٍ؛ للحفاظ على هويّة لغة الضاد، حيث سعى أصحاب المشروع لتسخير أهم الأدوات المستخدمة في حياتنا يومياً، من أجل إسقاطها على هذا المشروع، رغبة منهم في تعزيز الاتجاه للعربية، والتذكير بأن أهميتها لا تقل عن الغاز، الذي يعد كنزاً قومياً، من أجل الحفاظ على لسان عربي مبين.

اللغة والغاز كنزان لا غنى عنهما

أوضحت مديرة مشروع "تحدث العربية" الهنوف الغفيلي، لـ "أخبار 24" ماهيّة هذه الفكرة، بقولها: نزلنا للشارع، حاولنا معرفة أكثر شيء مستعمل في يومنا، فوجدنا أن أنابيب الغاز لا يخلو منها أي منزل، وذات استخدام يومي، فالغاز يعد عنصراً مستهلكاً في حياتنا، مثله مثل لغتنا العربية.

وأضافت أن الغاز كنز قومي مهم، إذا جرى استخدامه بالاتجاه الصحيح، وإذا أُهمل فسوف يكون له نتائج عكسية، وكذلك الحال بالنسبة للغتنا العربية، فهي كنز قومي قادر على افتتاح آفاق اقتصادية ودولية، إذا جرت المحافظة عليها وتفعيلها بشكلها الصحيح.

72 ساعة لتنفيذ المشروع

وأبانت الغفيلي، أنهم فكروا في محاولة تجسيد قيمة "تحدث العربية" وأهميتها بأنابيب الغاز، لتوضيح أهمية وضرورة الأمر، مشددة على مبادئ نشر ثقافة استخدام اللغة العربية، موضحة أن هذه الفكرة جرى تنفيذها في غضون 72 ساعة.

جهود سعودية للحفاظ على العربية

وتبذل المملكة جهوداً كبيرة لإيلاء مزيد من الاهتمام باللغة العربية وتعزيز مكانتها وحضورها عبر إنشاء المراكز والمجامع اللغوية، مثل مجمع الملك سلمان للغة العربية الذي يسهم بشكل مباشر وفاعل في إبراز قيمتها المعبرة عن العمق اللغوي للثقافة العربية والإسلامية، حتى أنه يساعد مباشرة في تحقيق أهداف برامج رؤية 2030.