استأثرت أحاديث حركة الصحوة، ودورها في التأثير على الحركة المسرحية السعودية، بأعمال ندوة حوارية تحاكي التأثير الفاعل للمسرح العربي على المسرح السعودي، ضمن فعاليات معرض الكتاب بنسخته الـ 22.

فعوضاً عن تخصيص الوقت الكافي للتباحث في تمازج المسرح العربي بالسعودي، استقطعت تفاصيل الحقبة الزمنية التي عاشها السعوديون، والتي تعرف بـ "الصحوة" جزءا من وقت الندوة، حيث سلط المشاركون الضوء على دورها في التأثير على الحركة المسرحية.

وأشار المشاركون إلى مدى التأثير اللافت الذي أحدثته تلك الحقبة في المسرح، إذ أغفلت دوره بصفته عملاً تنويرياً يحاكي العقول، ويهدي نغم الحياة.

وتحدث عضو مجلس إدارة هيئة المسرح والفنون الأدائية، الفنان عبد الإله السناني، عن دور مسرح جامعة الملك سعود في محاولة تشكيل الحركة المسرحية السعودية، ومدى تأثرها ببعض المخرجين العرب الذين وفدوا للمملكة، مقدماً لمحة تاريخية مبسطة عن تلك الحقبة، إلى جانب أهم الأسماء الفنية في هذا الصدد.

الصحوة ساعدت على إفقار الحياة الفنية السعودية

ونوه السناني بأن مرحلة الصحوة ساعدت على تفقير الحياة الفنية في السعودية، وتهميش دور المسرح، مبينا أنه من عام 1982 حتى 1987 بدأت أغلب مهرجانات العالم العربي بالظهور، وكان هناك انفتاح للثقافة بينما التيار المضاد لم يكن متوغلاً تماما، في إشارة منه إلى "المتشددين"، قائلاً إنه لو لم توجد الصحوة لتشكل المسرح بشكل جيد.

لافتاً إلى أن جامعة الملك سعود كانت وقتئذ النافذة الوحيدة للعمل المسرحي، لكن بعد انتهاء فترة وجود بعض المسرحيين التونسيين في الجامعة وعودتهم لبلدهم، تشكلت مجموعة من المسرحيين لإخراج المسرحيات، وهنا بدا التأثير واضحاً، إذ بدأت تلك المجموعة في إلغاء الموسيقى، والموسيقى التصويرية، ما أسهم في تفقير المسرح، عوضاً عن أن يكون المنارة الكبرى.

لو لم تكن الصحوة.. لحضر المسرح السعودي بفاعلية

وأضاف السناني أنه لولا ظاهرة الصحوة، لقدمت الجامعات عناصر مهمة، وكان تأثير المسرح أكبر، مشدداً على ضرورة التخصص في مسائل الفنون، وعدم الاكتفاء بعاملي الموهبة والإبداع، بل وجوب الحصول على مستوى عالٍ في العمل المسرحي.

وأشار إلى أهمية تقديم المسرح السعودي المعاصر بتقنياته الحديثة، وإبرازه بشكله العلمي، مؤكداً أنه مع الشباب في طرحهم الجديد.

للصحوة مسرحها الخاص

قال الممثل والمخرج السعودي الدكتور نايف خلف، إن الصحوة لم تؤثر على المسرح، بل إنها أنبتت مسرحها الخاص، مشيراً إلى أنه بالعودة لتاريخ المسرح عبر العالم، وحتى أثناء طغيان السلطة الدينية المتمثلة في الكنيسة، خرج لاحقاً من رحمها مسرح ملائم لطرحها.

استقطاب المخرجين العرب.. تهميش للسعوديين

وأشار إلى استقطاب مخرجين عرب أو خليجيين لتنفيذ أعمال سعودية رغم توافر عدد كبير من المخرجين السعوديين الذين يتمتعون بقدر عالٍ من المهنية والإبداع حسب وصفه.

متسائلاً هل هناك نقص في المخرجين السعوديين؟، ومنحياً باللائمة تجاه هيئة المسرح والفنون الأدائية، مؤكداً أن المملكة لديها طاقات إخراجية لا تقل عن أي تجربة مسرحية، ومطالباً بضرورة أن يكون المسرح سعودياً خالصاً حسب ما يعتقد.

وجذبت ندوة تأثير المسرح العربي على المسرح السعودي عدداً من الحاضرين، حتى تحولت إلى أشبه بما يسمى بالحلقة التفاعلية، وخاصة بعد تشريح ضيوف الندوة لتاريخ المسرح السعودي ومدى تأثير المدارس العربية في هذه المشروعات الفنية، علاوة على تقديمها أسماء أهم المخرجين الفاعلين في هذه الحركة.