أكد مدير عام المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور طلال القوفي، أن مبادرات التبرع بالأعضاء من الأحياء قوية جدا في المملكة، وأغلبها في مجال التبرع بالكبد والكلى.
وأبان لـ "أخبار 24" أن المملكة حصلت على مراكز متقدمة في مجال التبرع بالأعضاء من قبل الأحياء، ففي العام الماضي 2021 تبوأت المملكة المركز الخامس عالمياً، وفي فترة ما قبل جائحة "كورونا" كانت في المركز الثالث عالميا.
ولفت إلى أن لدى المملكة برنامجا فعالا للتبرع بالأعضاء من الأحياء، ولكن لا تزال هناك حاجة لإطلاق العديد من المبادرات التوعوية لكافة أفراد المجتمع، وذلك لتلبية الحاجة المتزايدة لتوفير الأعضاء لإنهاء معاناة مرضى القصور العضوي، وإنقاذ حياتهم.
زراعة الأعضاء في المملكة.. تاريخ طويل
وأبان أن مركز زراعة الأعضاء له تاريخ طويل في المملكة وكانت نشأته كمركز لأمراض وزراعة الكلى، وهو يحظى برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين منذ أن كان أميرا لمنطقة الرياض، وبعد 9 سنوات تغير مسماه إلى المركز السعودي لزراعة الأعضاء.
ولفت إلى أن واحدة من مهام المركز اعتماد منشآت الزراعة لضمان تنفيذ العمليات بالجودة ووفقاً للمعايير العالمية وتوعية المجتمع للتبرع لزراعة الأعضاء
ثقافة التبرع بالأعضاء وسط المجتمع
وقال الدكتور القوفي إن المجتمع السعودي كريم بطبعه، والتبرع من الأحياء قوي جدا في المملكة وهو يقتصر على الكبد والكلى، مشيراً إلى أن 13.9 ألف مريض استفادوا من كلى تبرع بها أحياء، كما تم إجراء أكثر من 2200 عملية زراعة كبد لمرضى.
حاجة لقلب المعادلة في مجال التبرع
وذكر أنه في مجال التبرع من المتوفين، فإن المملكة بحاجة للتقدم أكثر، إذ لا يزال عندنا قصور في هذا الصدد، ونحن نطمح للمزيد؛ وإذا ارتفعت هذه الأرقام بمعدل 4 أضعاف الوضع الحالي، تستطيع المملكة أن تغطي حاجة جميع المرضى المحتاجين للزراعة في كل سنة.
وأبان أنه في الدول الغربية فإن نسبة 90% من زراعات الأعضاء تأتي من متوفين و10% من أحياء، بينما هنا في المملكة يحدث العكس؛ إذ إن 90% من الأعضاء المتبرع بها تأتي من أحياء و10% فقط من متوفين، وقد يكون هذا مقبولاً فيما يتعلق بالتبرع بالكلى والكبد لكن بالنسبة للقلب والرئة فإنه يجب أن تنعكس هذه المعادلة لأنه لا يمكن التبرع بالقلب أو الرئة إلاّ من أشخاص متوفين.
الأعضاء الأكثر طلباً ويحتاج المركز لها
قال إن الكلى هي الأكثر طلباً وأبرز الأعضاء التي يحتاجها المركز، حيث إن معدل انتشار مرض الفشل الكلوي النهائي مرتفع مقارنة بالفشل النهائي لباقي الأعضاء.
الحالات التي استفادت من التبرعات
أوضح أن عدد المتبرعين الأحياء الذين تمت الاستفادة من أعضائهم بالتبرع بإحدى الكليتين أو جزء من الكبد منذ بدء البرنامج وحتى نهاية العام 2021م 13.9 ألف متبرع، ما تكلل بزراعة 11.6 ألف كلية، و2.2 ألف كبد.
وبلغ عدد حالات الوفاة الدماغية التي تم استئصالها 2306 حالات، تكللت بزراعة 3557 كلية، و 1252 كبداً، 525 قلباً، و521 رئة، و85 بنكرياساً بالإضافة إلى 8 زراعات أمعاء.
الراغبون بالتبرع بأعضائهم بعد الوفاة
وذكر أن عدد مسجلي رغبة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة في تطبيق توكلنا بلغ منذ إطلاق الخدمة بتاريخ 12/ 5/ 2021م 468.5 ألف متبرع.
ويعتبر المركز السعودي لزراعة الأعضاء هو الجهة الإشرافية التي تنظم ممارسة زراعة الأعضاء والتبرع بها في المملكة سواء من المتوفين دماغياً أو من الأحياء.
آراء المواطنين في التبرع بالأعضاء
واستعرض القوفي نتيجة استبيان لوزارة الصحة في 2021م حول التبرع بالأعضاء أظهر أن 70% لديهم الرغبة في التبرع بأعضائهم، وكان 50 % منهم مترددين بسبب قصور عملية التوعية تجاه فئات معينة.
إبلاغ ذوي المتوفين وقبولهم التبرع بأعضائهم
وأشار الدكتور القوفي إلى أن نسبة قبول التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغياً الآن لا تتجاوز الـ30% من إجمالي الحالات الموثقة والتي تمت مقابلة الأهل فيها وعرض موضوع التبرع بالأعضاء عليهم.
وأضاف أن هناك الآن أكثر من 5 آلاف مريض مسجل بقوائم المركز بحاجة للتبرع بالأعضاء، غير أن هناك أكثر من 22 ألف مريض فشل كلوي غير مسجلين لدى المركز وهم بحاجة للزراعة.
آلية عمل المركز في الحصول على الأعضاء
ولفت إلى أن المملكة تتبع معايير عالمية لتشخيص الوفاة الدماغية، حيث تبدأ بالتبليغ إلى المركز والذي بدوره يقوم بمتابعة الحالة ومساعدة الفرق الطبية لتشخيص الحالة كوفاة دماغية ويتم تبليغ ذوي المتوفى، وفي حالة موافقة ذويه على التبرع يتم استئصال الأعضاء بعملية جراحية.
تخصيص طائرتين لنقل أعضاء متوفاة دماغيا إلى منطقتين مختلفتين
وروى قصة تبرع مواطن في مكة بأعضاء ابنته 20 عاماً المتوفاة دماغياً، وكيف تحركت طائرتا إخلاء من الرياض إلى جدة، من ثم طائرة هليكوبتر أخرى من جدة إلى مكة لكي يتم نقل القلب والرئة والاستفادة منهما قبل تضررهما، مشيراً إلى أن هذه العملية أنقذت حياة 5 أشخاص.