تسير العلاقات التي تربط المملكة بالصين بوتيرة متسارعة نحو المزيد من التعاون والتفاهم المشترك في مختلف المجالات.
وبحث وزير الطاقة، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أمس عبر اتصال مرئي مع مسؤول الطاقة الوطنية في الصين، جانغ جيان هوا، تعزيز التعاون في سلاسل إمدادات قطاع الطاقة عن طريق إنشاء مركز إقليمي للمصانع الصينية للاستفادة من موقع المملكة المتميز.
ونستعرض من خلال هذا التقرير بعض آراء الاقتصاديين والمتخصصين حول بحث الطرفين إنشاء مركز إقليمي للمصانع الصينية.
موقع استراتيجي
قال رئيس مجلس الغرف السعودي سابقا ورئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني السابق المهندس عبدالله المبطي، لـ"أخبار 24" إن إنشاء مركز إقليمي للمصانع الصينية للاستفادة من موقع المملكة الاستراتيجي سيكون له مردود إيجابي على تنمية الاقتصادين السعودي والصيني ما يعزز التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات الطاقة
وأشار إلى أهمية أن تتبادل المملكة والصين الآراء باستمرار، بصفتهما من أهم الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة عالميا، مؤكدا أن هذا يساعد على استقرار سوق البترول العالمية، ومواجهة التحديات المستقبلية.
الصناعات التحويلية
أكد الخبير الاقتصادي والمستشار الاستثماري الدكتور رامي عكاشة أن المملكة في ظل رؤية المملكة 2030 ستصبح مركزاً للصناعات التحويلية في منطقة الشرق الأوسط وغرب أسيا، وذلك لموقعها الجغرافي المتميز ومواردها الطبيعية الغنية.
وأوضح أن الصين تستورد ما قيمته 87 مليار دولار من البلاستيك على مستوى العالم منها 6 مليارات دولار تقوم المملكة بتوريدها، وتحتل كل من كوريا الجنوبية واليابان المراكز الأولى لتصدير البلاستيك للصين، ومن ثم اتجهت الصين للمملكة لتوفير الاحتياجات الرئيسية في هذا القطاع ما قد يسهم بنقل التكنولوجيا الحديثة في مجال البلاستيك.
وبين أن المملكة خلال الـ10 سنوات المقبلة ستعمل على مضاعفة إنتاجها لتكون المصدر الأول للصين في مجال البلاستيك.
القطاعات الاقتصادية
أوضح الباحث الاقتصادي بمركز البحوث الاقتصادية والاستثمارية بغرفة أبها الدكتور عبد الله النصيرات أن قطاع البتروكيماويات يعتبر من القطاعات الاقتصادية الهامة، حيث تستورد الصين ما قيمته 154 مليار دولار من البتروكيماويات، وتقوم المملكة بتصدير ما قيمته 6.3 مليار دولار من البتروكيماويات للصين، ومن هنا يأتي اهتمام الشركات الصينية بإنشاء مراكز صناعية جديدة لها في المملكة نظرا للخبرات الفنية في هذا المجال ووفرة المواد الأولية ودعم الحكومة الرشيدة في خدمة الاستثمار والمستثمرين.
الصناعات البتروكيماوية
من جهته أوضح رئيس اللجنة الصناعية بأبها وعضو اللجنة الوطنية الصناعية باتحاد الغرف السعودية المهندس سلطان آل دباره، أن المملكة أصبحت اليوم إحدى أكبر دول العالم إنتاجًا للصناعات البتروكيماوية، حيث يأتي ذلك في وقت يمثل فيه توفير الطاقة بأسعار مدعومة نقطة ارتكاز أساسية لارتفاع حجم الاستثمار في صناعة البتروكيماويات، فيما قفز إجمالي إنتاج البلاد من المواد البتروكيماوية بنسبة 250 % خلال 10 سنوات.
الناتج الوطني
في حين أكد الرئيس التنفيذي لمركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية والإدارية الدكتور علي بوخمسين، أن الصناعات البتروكيماوية السعودية ستساهم بشكل ملحوظ خلال الفترة المقبلة في زيادة نمو الناتج الوطني، مبينا أنه سيتم البدء في تشغيل جميع المشاريع الجديدة، والتي سيكون لها أثر إيجابي على الاقتصاد السعودي.
واشار إلى أن ما وصلت إليه المملكة في صناعة البتروكيماويات يمثل إنجازًا عالميًا، موضحاً أن شركة سابك على سبيل المثال تعتبر عملاق الصناعات البتروكيماوية في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها تعتبر ثاني أكبر شركة في العالم تحقيقًا للأرباح.