أكد المتخصص في الأصول الاجتماعية والفلسفية للتربية والمهتم بقضايا المجتمع الدكتور عبدالرحمن الصايغ، أن ارتفاع نسبة حالات الخلع والطلاق يعد أمراً مؤسفاً.
وأوضح صاحب فكرة مشروع الزواج من أجل الحياة، أن العوامل التي تؤدي لارتفاع نسبة الطلاق في السنوات الأخيرة ذات بعدين.
العوامل الجذرية
وكشف الصايغ لـ"أخبار 24" أن البعد الأول هو العوامل الجذرية التي تتمثل في ضعف الوعي المجتمعي الأسري المترتب على مشكلات سابقة من أهمها قضية العنوسة التي اختفى الحديث عنها حالياً بحكم التغيرات العصرية الثقافية.
وأشار إلى أن البعد الثاني هو العوامل الآنية مثل ظهور مستجدات تنظيمية أبرزها أتْمَتة التعاملات القضائية، مبيناً بأنه مثلما كان في السابق بإمكان الرجل طلاق زوجته بسهولة أصبح الآن بإمكان المرأة رفع دعوى خلع والاستمرار في إجراءاتها بسهولة ودون زيارة المحكمة.
وأضاف أن هذا التطور ليس خطأً في حد ذاته بل لديه إيجابيات عديدة، ولكن المشكلة تكمن في استخدامه دون رؤية مثلما كان الأمر مع الطلاق قبل 4 سنوات مضت.
محتوى وسائل التواصل الاجتماعي
وكشف الخبير الاجتماعي بأن العوامل الآنية تتضمن أيضاً بعض المحتوى المقدم في وسائل التواصل الاجتماعي، مسترجعاً بأن هذه المسببات سيكون تأثيرها محدوداً جداً إذا تم تحقيق حصانة فكرية وقيمية في العوامل الجذرية.
التدخل المجتمعي
وشدد الصايغ على أهمية التدخل المجتمعي لحل المشكلة بعيداً عن المبادرات الشكلية السطحية التي تهدف فقط للظهور الإعلامي، ومقترحاً حلين لهذه القضية.
وبين أن المقترح الأول هو القيام بجهد نوعي عاجل ومباشر من خلال تقديم برنامج تدريبي على نطاق واسع عن أهمية الاستقرار الأسري على الصعيد الفردي والمجتمعي، إلى جانب الحد من تأثير العوامل الآنية المتمثلة في وسائل التواصل الاجتماعي وتحجيم المحتوى الضار بالأسرة.
رؤية اجتماعية
وكشف الخبير الاجتماعي بأن المقترح الثاني للحل هو الجانب الاستراتيجي ويتمثل في الوصول لرؤية اجتماعية للحياة الزوجية تجاه الظاهرة من خلال بناء الأوساط الاجتماعية على شكل عينة عنقودية طبقية وإقامة ورش عمل على مستوى جميع المناطق بشكل هرمي تشارك فيها مختلف أطياف المجتمع حتى الوصول إلى ورشة عمل مركزية وتتلخص النتائج في وثيقة.
ولفت إلى أهمية إصدار دليل استرشادي علمي مبسط يتولى كتابته وتنقيحه وتحكيمه نخبة من المتخصصين، بحيث تقدم من خلاله فكرة الانفصال الأسري بصورتها الحقيقية، ويبين أيضاً القيم العظيمة للحياة الأسرية الناجحة.