هل تستطيع الأرض مناجاة البشر؟. هل يحدث أن توجه الكرة الأرضية نداءات مستفيضة لساكنيها؟ لكي تخبرهم بتحولها إلى كرة شوكية؛ نتيجة ممارسات بشرية أفضت إلى التغير المناخي، والتلوث البيئي، والحروب؟
بالطبع كل هذا ضـرب من الخيال. لا يمكن حدوثه إلا في أفلام السينما، أو الرسوم المتحركة، إضافة إلى الأعمال الفنية، في خضم وطأة تأثير السلوكيات البشرية المقوضة لجهود المحافظة على الكوكب، ولا تعزز حتى المشتركات الإنسانية.
ولأن معظم الأعمال الفنية انعكاس لصوت الواقع، وتلبية لرغبة داخلية تنمو باضطراد في روح الفنان من أجل التغيير، سخّرت الفنانة الدكتورة زهرة الغامدي، عبر عملها – مناجاة - قدرتها الفنية للتعاطف مع كوكب الأرض.
العمل الذي استطاعت صوغ رؤيته، مستوحى من الطبيعة، وبخاصة الشوك، أو ما يسمى بشجر الطلح. إذ جرى تنفيذه عبر أشواك تلك الأشجار؛ ليصبح مجسم كوكب الأرض على شكل دائرة شوكية.
يمنح العمل الفني "مناجاة" الذي أدهش الزوار في ثيمته الفنية، الزائر فرصة تأمل وتفكر، في الممارسات البشرية على هذا الكوكب الذي يئن تحت وطأة ظروف التدهور البيئي، والحروب، بجانب المجاعات.
تقول الغامدي، التي دأبت على توظيف الخامات الطبيعية بأعمالها الفنية في حديثها إلى موقع "أخبار 24" على هامش مشاركتها في افتتاح فعالية نور الرياض، إن هذا العمل الفني، يعد تعبير لمناجاة الأرض للبشر، ونداء من الكوكب للعالم بأن الكرة الأرضية، تحولت لكتلة من الشوك بفعل الممارسات البشرية المؤثرة على عالمنا، مثل الحروب والتدهور البيئي، والتصحر.
غير أن من يقف قريباً من عمل مناجاة سيلحظ على الفور، وجود مواد كريستالية مشابهة لقطرات الماء والمطر ملتصقة في الشوك، إلى جانب توظيف تفاصيل الإضاءة على هذا العمل، في تعبير من الفنانة عن أن الضوء صورة حقيقية للأمل الذي يغسل الألم الكامن في جوف هذه الأرض؛ لتعود كما كانت.
تلفت الغامدي إلى أن هذا العمل استغرق تنفيذه نحو شهرين، مستخدمة خامات طبيعية مثل أشواك الطلح، وأغصانها الميتة، وتقول: كلما كنت أسافر إلى منطقة الباحة، أحاول جمع عددٍ لا بأس به من تلك الأشجار، وخلال خمسة أعوام نجحت في جمع عدد كافٍ من أشواك الطلح، واستطعت الاستفادة منها في الخروج بصيغة هذا العمل.