أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، أن المناخ والتشجير جزء من رؤية المملكة 2030 من ناحية جودة الحياة، مشيرا إلى أن المملكة سخرت مبلغ 2.5 مليار دولار لأمانة مبادرة الشرق الأوسط الخضراء.
وقال الجبير خلال جلسة حوارية في "المُلتقى الوطني للتشجير"، إن المملكة بصفتها كأكبر مصدر للنفط في العالم تشعر بمسؤليتها تجاه المناخ وهدفها أن تكون رائدة بهذا المجال، مشيرا إلى وجود اختلافات حول كيفة الوصول إلى الهدف المرجو واختلافات بالرأي فيما يتعلق بالأولويات، مبينا أن المملكة تتعامل مع موضوع المناخ بشكل شامل ومنطقي وعلى أسس علمية.
وأضاف أن التشجير وإعادة تأهيل الأراضي مهم جدا ليس فقط بالنسبة للبيئة ولكن أيضا للأمن والاستقرار، فالجفاف يؤدي إلى النزاعات ونزوح الناس من منطقة إلى أخرى وهذا يخلق مشاكل في العالم، والمملكة حريصة على الهدوء وتفادي التصعيدات الأمنية، إلى جانب الحفاظ على البيئة وجودة الحياة.
من جهته أكد المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للعواصف الغبارية والرملية المهندس جمعان القحطاني، أن شهر أبريل الماضي سجل انخفاضا في العواصف الغبارية بـ 60% عن المعدل خلال الـ 20 سنة الماضية، مشيرا إلى أن مدينة الرياض سجلت عاصفة غبارية واحدة خلال العام.
من جانبه أشار رئيس المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي الدكتور خالد العبد القادر، إلى أن أكثر من 150 ألف متطوع ساهموا في برامج التشجير خلال 3 أعوام ونتوقع الوصول إلى مليون متطوع بحلول 2030، مشيرا إلى تضاعف عدد المتنزهات الوطنية إلى أكثر من 500 متنزه، كما تم إعطاء رخص للمناحل للعمل بالمتنزهات الوطنية، ولدينا دراسة لرسم الخريطة الجينية للنباتات البرية في المملكة.
فيما أوضح المدير التنفيذي لبرنامج استمطار السحب أيمن البار، أن البرنامج يستهدف زيادة الهاطل المطري ما بين 10 و20% ، ونساهم في زيادة الغطاء النباتي ومكافحة التصحر وتوطين التقنية ونقل المعرفة، مشيرا إلى أن المرحلة الخامسة تشمل الرياض والقصيم وحائل ، والطائف وأبها وعسير، وقمنا بأكثر من 1500 ساعة طيران خاصة بعمليات الاستمطار، و110 ساعة طيران في مجال الأبحاث وتقييم أداء وفعالية الاستمطار، وبلغت حصيلة الأمطار أكثر من 4 مليار متر مكعب في المناطق المستهدفة.
وفي ذات السياق أوضح وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة لشؤون البيئة الدكتور أُسامة فقيها، أن التضاريس وسلاسل الجِبال المُختلفة بالمملكة، التي ترتفع إلى 3 آلاف متر وصولاً إلى السواحل الرطبة، والأودية الداخلية جعل البيئة مُلائمة للكثير من النباتات التي إزدهرت فيها.
وأضاف أن مُبادرة السعودية الخضراء تهدف لإعادة ثراء المملكة الطبيعي، لا لاختراع ثراء جديد لان أرض المملكة ثرية بطبيعتها ونُريد إستعادة هذا الثراء.
ونظم المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر اليوم (الاثنين) بالرياض، الملتقى الوطني للتشجير في نسخته الأولى تحت عنوان "نحو مستقبل أخضر"، بهدف جمع الجهود الوطنية وتوحيد الطاقات وترتيبها لتحقيق التكامل بين مختلف القطاعات، لتحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، لزراعة 10 مليارات شجرة.
وشهد "المُلتقى الوطني للتشجير" تدشين برنامج اكتشف الطبيعة، وتوقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات استثمارية، بحضور وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبدالرحمن الفضلي، ووزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان المهندس ماجد الحقيل.
وقام بتوقيع الاتفاقيات، هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، الشركة الوطنية للإسكان، شركة البحر الأحمر الدولية، بنك الرياض، المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المُستدامة، الجمعية التعاونية الزراعية لمنتجي التين الشوكي، جمعية البِر الخيرية، ويليها توقيع العقود الاستثمارية، شركة غُمرة، شركة مجموعة سلامة البيطرية، شركة مزراع البادية.
وتناول الملتقى عددًا من المحاور ضمن جلسات حوارية؛ تهدف إلى تعزيز الجهود الوطنية نحو تنمية الغطاء النباتي وزيادة المساحات الخضراء، من بينها: استعراض الفوائد المتعددة للبرنامج الوطني للتشجير، وفرص الاستثمار، والاستفادة من الحلول القائمة على الطبيعة لتنمية الغطاء النباتي، ومناقشة جهود التشجير الحالية والمستقبلية، والتأكيد على عوامل التمكين الضرورية للنجاح.
كما تشمل المحاور مناقشة الدروس المستفادة من أكبر مشاريع التشجير على الصعيدين المحلي والعالمي، التي تُظهِر إمكانية إحداث تغيير جذري من خلال جهود الإصلاح، إضافة إلى التعرف على الجهود المحلية لتطوير المشاتل، وفهم مشاريع التشجير الدولية والتحديات التي تواجهها في تطوير المشاتل وبنوك البذور، وكذلك البحث في تطوير معايير نمو المشاتل لتحسين جودة النباتات المتاحة لمختلف المشاريع.
ويشهد المُلتقى مُشاركة محلية ودولية لمختصين في مجال التشجير، لتعزيز دور القطاعات في تحقيق مُبادرة "السعودة الخضراء".