من يستطيع قهر الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي في ميادين كرة القدم؟.. الإجابة المتوقعة أننا نحتاج إلى شخص خارق للطبيعية لكن الحقيقة أن من فعل ذلك كان لاعبًا صاحب مسيرة عادية واحتاج لدقائق قليلة من أجل الإطاحة بأكبر أحلام البرغوث ومنعها من الجلوس على عرش الساحرة المستديرة بشكل شرعي دون منازع أو حتى مشكك.. إنه الفتى الألماني ماريو جوتزه هو من فعل كل هذا، وربما دفع الثمن غاليًا جراء فعلته.
في عام 2014 وتحديدًا بعد المباراة النهائية بين منتخبي الأرجنتين وألمانيا لنسخة المونديال التي استضافتها البرازيل، كان ماريو ملء السمع والبصر بعدما خطف كافة الأنظار عقب إحراز هدف الفوز القاتل في الدقيقة 113 من عمر اللقاء الذى ذهب لأشواط إضافية بعد تعادل سلبي فرض نفسه على وقت المباراة الأصلي، لتتوج الماكينات باللقب الرابع في تاريخهم وسط حسرة وألم وحزن من رفقاء ميسي وكل الجماهير في أنحاء الكوكب.
أين ذهب جوتزه؟
بعد المونديال توقع الكثيرون من متابعى الكرة حول العالم وليس فقط في ألمانيا أن العالم على موعد مع أسطورة كروية جديدة، لدرجة أن البعض قال إن العالم على موعد مع جيرد مولر جديد لكن لم يحدث هذا أبدًا، وخفت نجم ماريو إلى حد بعيد ولم يكن خيار المدربين الأول لعدة فرق لعب لها، في المقابل ظل ميسي ينثر سحره في الملاعب مع ناديه برشلونة آنذاك أو حتى على الصعيد الدولي وإن لم يسعفه الحظ سوى بالتتويج بلقب كوبا أمريكا وحيد.
بالنسبة لجوتزه فمن المعروف أنه بدأ مسيرته مع فريق بوروسيا دورتموند قبل أن ينتقل إلى بايرن ميونيخ عام 2013 واستمر مع العملاق الألماني حتي عام 2016، وخاض معه 73 مباراة نجح خلالها في تسجيل 22 هدفا وبعدها عاد إلى دورتموند مجددًا عام 2016 واستمر معه حتي 2020 قبل أن يغادر ألمانيا كلها فيما بعد.
الملاحظة الأبرز على جوتزه أنه خلال أغلب فترات تواجده في البايرن ودورتموند، وفي الوقت الذى توقع الكثيرون تألقه لم يكن يشارك كثيرًا مثلا مع العملاق البافاري ولم يجد الاهتمام الكافي من مدربه آنذاك بيب جوارديولا، وظل مجمدًا على مقاعد البدلاء لا يشارك كثيرًا واستمر الحال نفسه مع المدرب كارلو أنشلوتي، وحتي عندما قرر الرحيل إلى دورتموند، الحال استمر خصوصا أن النرويجي الرهيب إيرلينج هالاند كان قد حط الرحال في ألمانيا وبدأ في التألق بالملاعب الألمانية، ليرحل الفتى الذهبي إلى هولندا ليبدأ رحلة جديدة مع في صفوف أيندهوفين.
محاولة استعادة أمجاد الماضي
ومع النادي الهولندي العريق حاول جوتزه إدراك ما يمكن إدراكه وفي موسمين شارك في 77 مباراة وتمكن خلالها من تسجيل 18 هدفًا وصناعة 18 أخرى، ليساهم في تتويج الفريق بلقبي كأس هولندا وكأس السوبر الهولندي، وبعد تحسن أدائه عاد الفتى المونديالي إلى ألمانيا مجددًا في مطلع الموسم الحالي عبر بوابة البطل الأوروبي الجديد إينتراخت فرانكفورت الألماني، وذلك في عقد يمتد لثلاثة مواسم مقبلة حتى 2025.
وبعد استعادة جوتزه بريقه جزئيًا كانت هناك مكافأة في انتظاره عقب إعلان المدرب هانز فليك استبعاد المصاب سيئ الحظ ماركو رويس واستدعاء ماريو جوتزه للمشاركة في نهائيات كأس العالم 2022 في قطر ليعود إلى صفوف المنتخب الوطني بعد 5 سنوات كاملة من الغياب.
الخروج من ثوب ميسي!
فليك تحدث عن استدعاء جونزه بعد غياب قائلا: "نحن سعداء أولاً بتواجد ماريو جوتزه معنا في القائمة، جميعنا يعلم جيداً ما مدى الجودة التي يتمتع بها اللاعب وهو في حالة رائعة حالياً"، مضيفًا :"جوتزه قادر على اللعب لمدة 90 دقيقة 3 مرات في الأسبوع وذلك وفقاً لما تابعه الجهاز الفني للاعب في المباريات الأخيرة التي لعبها مع فريقه".
بينما، علق ماريو جوتزه، على النبأ الأهم في حياته الكروية منذ نصف عقد تقريبًا: "لقد مرت فترة خمس سنوات على وجه الدقة، أنا سعيد جدًا لكوني جزءًا من تشكيلة ألمانيا لكأس العالم 2022 مرة أخرى، وأشكر ثقة هانز فليك وطاقمه التدريبي"، مضيفًا :"أشعر أن الترشيح هو مكافأة العمل الشاق الذي بذلتُه، لكنه لم يكن ممكنًا بدون زوجتي وعائلتي وزملائي الرائعين في الفريق والمدربين، شكرًا لدعمكم".
والسؤال هنا هل يعيد جوتزه اكتشاف نفسه من جديد ويخرج من ثوب مونديال 2014 ويضيف لنفسه إنجازات جديدة أم أن ما حدث شرف لا يضاهيه شرف آخر خاصة إذا فشل ميسي في التتويج بالمونديال؟