لم يدر بخلد صانع آلة القانون الشهيرة، والعازف المتيّم، عبدالله القرني، أن الحظ سيبتسم له يوماً بعد أن وزع عمره في معرفة أسرار صناعة الآلة، حتى خبر المهنة وخبرته، وبات مرجعاً في صناعة الآلة الفريدة بعذوبة نغماتها.

يقول الشاب الذي التقته "أخبار 24" في صالة هيئة الموسيقى على هامش مهرجان "إكس بي" الفني، إنه يعزف آلة القانون منذ 18 عاماً، فيما تعلم أسرار صناعتها خلال 8 أعوام؛ رغبة منه في تطوير أوتار آلته المحببة، وتحسين ما يسمى بـ "العُرب" وتغيير النغمات الموسيقية فيها.

لم يكن طريق الشاب القرني المتمرس في صناعة الآلة يسيراً، بل اعترضته مصاعب جمة؛ إذ أنفق ما يصل لنحو 80 ألف ريال في بداية الأمر من أجل تطوير موهبته، والتعرف على سبل صناعة الآلة.

يقول القرني: لقد خسرت نحو 80 ألف ريال، في سبيل التعلم، والابتكار الموسيقي، والتجارب التي باءت بالفشل. لا ينسى القرني أنه كان يقضي وقتاً طويلاً في محال النجارة؛ لكي يتعلم فنون صناعة الخشب، حتى يستطيع الاستعانة بهذه الخبرة في ابتكار آلته.

ويضيف: أصبحت أطلب خامات معينة من أجل تطوير موهبتي في صناعة آلة القانون، في محاولة مني تضاهي الصّناع الأتراك والمصريين للآلة الشهيرة، وبخاصة أنها عربية، ويلفت إلى أن اهتمامه بالصناعة الموسيقية ينبع من كونها هوايته وعشقه.

ويعكف عبدالله القرني في الوقت الحاضر، على توظيف التراث الذي تزخر به البلاد في آلته المحببة، محاولاً الاستفادة من النقوش النجدية، وجلد الناقة؛ لصناعة آلة قانون نجدية.

وكذلك الحال بالنسبة لمنطقته التي ينحدر منها، الجنوب؛ إذ يحاول صناعة آلة تلامس الوجدان من التراث الجنوبي، إلى جانب بقية مناطق المملكة، فيما يعمد إلى توظيف الخامات الطبيعية في شتى أعماله مثل شجرة السدر؛ إذ يعتقد أنها ستحدث تأثيراً لافتاً في نغمات آلته.