تتمتع المملكة والإمارات بعلاقات متينة وأزلية على مدى عقود طويلة ترتكز على أسس راسخة من التاريخ المشترك والرؤى والمواقف والتوجهات المتسقة تجاه قضايا المنطقة والعالم.

وشهدت العلاقات في السنوات الأخيرة، تطوراً كبيراً وتقدماً واسعاً في جميع المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.

علاقات تاريخية

بدأت العلاقات بين المملكة والإمارات قبل إعلان اتحاد الإمارات السبع، وأسهم الملك فيصل والشيخ زايد آل نهيان في تأسيس دعائم تلك العلاقات وحرصا على توثيقها وتعضيدها بما يحقق الانسجام التام والكامل تجاه القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

زيارات عززت روابط الأخوة

ظل قادة البلدين يتبادلون الزيارات باستمرار تعزيزًا للتناغم الذي رسمته العلاقات على مر التاريخ، فيما اهتم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتعزيز روابط الأخوة بين البلدين وشهد عام 2017 زيارته للإمارات لتكريس التضامن، والتلاحم بينهما، وانتقلت العلاقات في عهده من مفهوم التعاون الثنائي إلى الشراكة الإستراتيجية الكاملة.

نقلة نوعية في العلاقات

شهدت العلاقات بين البلدين نقلة نوعية كبيرة بتأسيس لجنة عليا مشتركة عام 2014 برئاسة وزيرَي الخارجية وعملت هذه اللجنة على تنفيذ الرؤية الإستراتيجية لقيادتي البلدين، بينما وقّع البلدان عام 2016 على اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي فيما انعقدت "خلوة العزم" عام 2017، في أبو ظبي والرياض، وناقشت آليات تعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة بين البلدين.

ورفع البلدان عام 2018 مستوى العلاقات الثنائية بينهما إلى مراحل غير مسبوقة، اشتملت على رؤية مشتركة للتكامل اقتصادياً وتنموياً وعسكرياً، عبر 44 مشروعاً إستراتيجياً مشتركاً ضمن "إستراتيجية العزم" التي عمل عليها 350 مسؤولاً من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية.

تعزيز الأمن المشترك

تعد العلاقات بين البلدين أساساً متيناً للعلاقات المتميزة بين دول مجلس التعاون، وداعماً للاستقرار، والتنمية، والازدهار في المنطقة، وعلى الصعيدين الإقليمي والعالمي، فيما ظهر حرص الدولتين على تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم، في العديد من مبادراتهما لتسوية الخلافات العربية، والتصدي لأي تدخلات إقليمية في الشأن العربي، ومحاولات زعزعة أسس الأمن والاستقرار في المنطقة.

نموذج رائد

وتعد الشراكة السعودية الإماراتية نموذجًا رائدًا في التعاون والتطوير المستمر للعلاقات، وخاصة في الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، حيث يملكان أكبر اقتصادين عربيين، وطورا شراكتهما من خلال مجلس التنسيق الذي تم إنشاؤه قبل 4 سنوات، وأشرف على إطلاق خطط تنموية ومبادرات ومشاريع نوعية لتوليد الفرص التجارية والاستثمارية والتنموية أمام قطاع الأعمال في البلدين.

الشراكة التجارية

أصبحت المملكة الشريك التجاري الأول للإمارات عربيا، والثالث على مستوى العالم، حيث نمت التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين بنسبة 92.5% لتصل إلى 124.7 مليار درهم بنهاية عام 2021، مقابل 64.8 مليار درهم قبل 10 سنوات.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال النصف الأول من العام الحالي 2022م نحو 18 مليار دولار، بينما وصل إجمالي الصادرات غير النفطية بينهما خلال السنوات العشر الماضية نحو 205.5 مليار درهم.

كما تحتل المملكة المركز الرابع في قائمة الشركاء التجاريين للإمارات خلال السنوات العشر الماضية، إلى جانب احتلالها المركز الأول في قائمة الدول المستقبلة لإعادة الصادرات، والمركز الثاني بقائمة أهم الدول المستقبلة للصادرات الإماراتية غير النفطية.

التعاون الاستثماري والسياحي

التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين يشمل قطاعات حيوية وإستراتيجية أبرزها الابتكار، والتكنولوجيا والصناعة، والخدمات اللوجستية، والأمن الغذائي، حيث يمتلك أكثر من 11 ألف سعودي رخصة اقتصادية في الإمارات حتى سبتمبر 2021، بينما تستثمر أكثر من 140 شركة إماراتية في المملكة.

وأصبحت السياحة والاستثمار السياحي يشكلان أحد المحاور الحيوية للتعاون بين البلدين، حيث استقبلت الإمارات خلال النصف الأول من عام 2021 نحو أكثر من 200 ألف سعودي.