الجميع يعلم بأن مونديال قطر استثنائي حتى قبل إقامته خاصة أنه يقام في دولة عربية لأول مرة في تاريخ البطولة، كما أنها آخر نسخة من كأس العالم بالنظام المعروف حاليًا قبل زيادة عدد المنتخبات في النسخ المقبلة، وبخلاف هذا ستسجل نسخة 2022 في التاريخ نظرًا لنتائج المباريات وحدوث مفاجآت صادمة للجميع وأرقام تحدث لأول مرة في تاريخ الحدث الكروي الأهم عالميًا منذ انطلاق منافساته في عام 1930.

الأخضر يقص شريط المفاجآت

شهدت منافسات دور المجموعات في مونديال قطر مفاجآت بالجملة، والبداية عربية وبطلها المنتخب السعودي بعدما حقق فوزًا تاريخيًا على حساب الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي بهدفين مقابل هدف ليسجل العديد من الأرقام القياسية أبرزها أنه ثاني منتخب آسيوي يحقق الفوز على منتخب أمريكي جنوبي في تاريخ كأس العالم بعد اليابان على كولومبيا 2018، كما أنه أول منتخب آسيوي يهز شباك الأرجنتين بأكثر من هدف في تاريخ كأس العالم.

منتخب المغرب يبهر الجميع

المفاجآت العربية لم تتوقف عند الأخضر وامتدت إلى المنتخب المغربي الذي انتصر على نظيره البلجيكي بهدفين دون رد في المباراة التي جمعتهما في إطار الجولة الثانية من دور المجموعات، كما نجح أسد الأطلس في استكمال طريقه بالفوز على كندا بهدفين مقابل هدف في الجولة الأخيرة، ليتأهل كأول مجموعته برصيد 7 نقاط خاصة أنه تعادل مع كرواتيا "وصيف النسخة الماضية" في مستهل مشواره بالمونديال.

مفاجأة اليابان.. آسيا تصنع التاريخ

لسنوات طويلة دارت الأحاديث حول ضعف منافسات كرة القدم في قارة آسيا، وأنها تستحق مقاعد أقل في المونديال لكن في نسخة 2022 أثبتت الأرقام أن هذه الأحاديث يجب أن تتوقف فورًا، ونجحت لأول مرة في التاريخ 3 منتخبات آسيوية في التأهل إلى دور الـ 16 للمونديال، ولم تكن مجرد انتصارات عبر ضربات حظ إنما كانت بأداء جدير بالإعجاب والتحية.

ويعتبر المنتخب الياباني من أبرز المنتخبات التي صنعت المفاجآت في مونديال 2022، لا سيما أن الملايين حول العالم اعتبروا أنه مجرد ضيف شرف في مجموعة نارية ضمت أكبر المنتخبات الأوروبية، لكن ما حدث كان صادمًا بعدما تصدر المجموعة بفوزين مثيرين على إسبانيا وألمانيا.

الغريب في الأمر أن منتخب اليابان خسر أمام كوستاريكا بهدف نظيف لكن هذا لم يؤثر على المحصلة النهائية بالتأهل إلى دور الـ 16 للمونديال، كما أنه حقق رقمًا قياسيًا بأنه أصبح أول منتخب آسيوي يهزم بطلَيْ عالم سابقين في كأس العالم.

وعلى غرار المنتخب الياباني سار المنتخب الكوري الجنوبي بعدما حقق مفاجآة كبرى بالانتصار على منتخب البرتغال بهدفين مقابل هدف في الجولة الختامية لدور المجموعات، ليحتل المركز الثاني في مجموعته برصيد 4 نقاط، ويطيح بكل من الأوروجواي وغانا خارج البطولة.

ونجح المنتخب الأسترالي في تحقيق مفاجأة كبيرة بعد فوزه على نظيره الدنماركي في آخر جولات دور المجموعات ليحتل بها المركز الثاني في المجموعة خلف فرنسا حاملة اللقب، ليخالف كل التوقعات التي رشحت فرنسا والدنمارك للتأهل من المجموعة قبل انطلاق أحداث المونديال.

تونس تخرج مرفوعة الرأس

رغم أن مصطلح الأداء المشرف لا يجد قبولا لدى بعض من مشجعي كرة القدم لكن في أوقات لا يمكنك سوى الاعتراف بأن هناك فِرقاً فعلت ما تستحق عليه التحية حتى وإن لم تصل إلى النتيجة المرجوة، وهذا ما ينطبق على كل من المنتخب التونسي والكاميروني.

بالنسبة لـ"نسور قرطاج"، سيطرت مشاعر مختلطة على الجماهير بعد الفوز التاريخي على فرنسا في الجولة الأخيرة بدور المجموعات لكنه غادر كأس العالم بعد فوز أستراليا على الدانمارك لترافق فرنسا إلى الدور الثاني.

ورغم وداع المونديال من الدور الأول لكن جماهير المنتخب التونسي احتفلوا بالفوز الأول للكرة التونسية على منتخب فرنسا في تاريخ منافسات كأس العالم لا سيما أنه حامل لقب النسخة الأخيرة من المونديال.

الكاميرون.. ونتيجة تاريخية

وعلى نهج المنتخب التونسي، سار المنتخب الكاميروني بعدما حقق انتصاراً تاريخياً على منتخب البرازيل بهدف نظيف سجله محترف النصر فينسينت أبو بكر في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، ليصبح أول منتخب إفريقي يهزم البرازيل في كأس العالم.

ورغم الفوز التاريخي للمنتخب الكاميروني على راقصي السامبا لكن هذا لم يشفع له بالتأهل إلى دور الـ 16 بعدما حل ثالثًا في مجموعته برصيد 4 نقاط، وصعدت كل من البرازيل وسويسرا على الترتيب.

ولا تزال منافسات مونديال قطر متواصلة، وربما تكون هناك نتائج أخرى ستدون في سجلات تاريخ كأس العالم، وسنقول وقتها: "يا كاتب التاريخ لا تغلق الصفحات".