يعاني كثيرون من الرهاب الاجتماعي في شكل خوف من التحدث أمام الآخرين، في العمل ومع الأسرة والأصدقاء، وقد يرفضون الخروج من المنزل، مع سيطرة أفكار الخوف والتردد والحرج والرهبة، وأن الجميع يراقبونه.

وأوضح استشاري الطب النفسي الدكتور أحمد الألمعي لـ"أخبار 24"، أن اضطراب "الرهاب الاجتماعي" ينشأ في سن مبكرة مع الأطفال بعمر سنتين وأكثر، ويظهر في معاناة من الخجل والقلق والانفصال عن المجتمع، ورفض الذهاب للمدرسة بداية كل أسبوع، وتكرر ذلك.

وأضاف أن اضطراب "الرهاب الاجتماعي" منتشر بشكل كبير وشائع، ولكن أحياناً يصعب التعرف عليه؛ بسبب خجل المريض الشديد ويعتقد الناس أن هذه شخصيته وطبيعته، وأنه مجرد خجول يتجنب الاجتماعات والتواصل.

وبين أن المريض قد يعاني من اضطرابات أخرى كالخوف من الحشرات والظلام والمصاعد والمرتفعات، وقد تختفي الأعراض عن الأطفال، بالدعم الأسري وقد تستمر أحياناً لعدم تلقي العلاج.

وتابع أن المصابين بالرهاب الاجتماعي يعانون من زيادة نبضات القلب وسرعة التنفس والتعرق، ونوبات هلع شديدة، تمنعهم من التحدث؛ ما يشكل لهم مشاكل مهنية واجتماعية تزيد من عزلتهم.

وبين الألمعي، أن المصاب قد يكتسب المرض من أسرته أو أقاربه المصابين بالمرض، أو لأسباب بيئية تتعلق بالضغط في محيط الأسرة أو التنشئة الصعبة أو العنف وجميعها لها دور يسهم في الرهاب الاجتماعي.

وأشار إلى أن لهذا الاضطراب علاجين من نوع النفسي السلوكي المعرفي، مع اختصاصي في 10-15 جلسة، أو دوائي كعلاجات القلق والاكتئاب، وقد يستخدم العلاجان معاً؛ لبعض الحالات، كما أن تجاهل العلاج قد يؤدي بالمريض لاكتئاب شديد ويفقد من حوله.