منذ تطبيق قرار تدريسها، اجتذبت اللغة الصينية اهتماماً طلابياً كبيراً، سواء من خلال دورات مراكز التعليم أو الجامعات، والتي تقدم في الوقت الحالي "دبلومات متخصصة".
وجاء القرار على خلفية رغبة البلدين في تعزيز العلاقات وتوطيدها؛ بما يخلق لغة مشتركة بين الشعبين السعودي والصيني؛ الأمر الذي من شأنه تحقيق شراكة استراتيجية شاملة بين بلد محوري في الشرق الأوسط وقوة صناعية عظمى مثل الصين.
وتجولت "أخبار 24" داخل أروقة مدرسة الأمير فيصل بن فهد الثانوية للبنين، والتي تعد إحدى المدارس المشهورة بتعليم مقرر اللغة الصينية للطلاب في العاصمة الرياض.
وفي المدرسة، بدا الجناح التعليمي الذي يضم قاعة تعلم مقرر اللغة الصينية؛ لافتاً بلوحاته الجدارية، فبمجرد دخول الزائر إلى المكان فإنه سيلحظ صوراً شهيرة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان أثناء زيارته الأخيرة لبكين، معلقة على الحائط، بجانب لوحات أخرى كُتبت باللغتين العربية والصينية تتضمن عبارات تحفيزية للطلاب.
وما أن اكتمل حضور الطلاب الذين هم في عامهم الأخير من المرحلة الثانوية داخل القاعة المخصصة المكتظة بالوسائل الإيضاحية لقواعد اللغة الصينية، شرع معلم المقرر في تقديم مادته التعليمية، مستهلاً بداية الحصة الدراسية بالتذكير ببعض الجمل والكلمات الصينية.
ولمس عبدالله الأسمري؛ وهو معلم مقرر اللغة الصينية في مدرسة الأمير فيصل بن فهد، رغبة الطلاب في تعلم اللغة ذاتها، والشغف الذي يسيطر على بعضهم في تعلمها؛ كونها لغة مختلفة في تراكيبها اللغوية عما اعتادوا عليه، سواء في لغتهم العربية أو الإنجليزية.
ويشير في حديثه لـ "أخبار 24"، إلى أن هناك عدداً من الطلاب يسعون عبر المهارات التي اكتسبوها من مقرر اللغة الصينية، إلى تطبيقها واقعياً عبر التحدث والتواصل الإنساني مع بعض السائحين الصينيين الذين يزورون المملكة.
وعزز إدراج اللغة الصينية في المناهج الدراسية السعودية حالة التنوع الثقافي للطلاب في المملكة؛ لبلوغ المستهدفات الوطنية المستقبلية في مجال التعليم.
وفي هذا السياق، يرى الطالب علي الجلّال أنه شعر بفائدة ملموسة من دراسته مقرر اللغة الصينية كمادة اختيارية في عامه الأخير من المرحلة الثانوية، معتبراً أنها فرصة إيجابية حظي بها.
وفي السياق ذاته، يرى مدير المدرسة هيف القحطاني، أن تطبيق قرار إدراج اللغة الصينية في مراحل التعليم وتدريسها في مرحلة الثانوية العامة، أمر جعل الطلاب يرغبون في الإقبال على اكتشافها؛ لافتاً إلى أن نسبة تسجيل الطلبة لهذا المقرر الاختياري في الفصل الجاري وصل إلى 50 طالباً، ووصل تحصيلهم العلمي لمستوى جيد.
وقال القحطاني، إن هناك ثماراً إيجابية لتدريس مقرر اللغة الصينية للطلاب، حيث تساعدهم في تنمية مهارات التواصل مع الآخرين، والاطلاع على ثقافة الشعوب الأخرى، إضافة إلى تنمية قدرات الطلاب للتخاطب مع هذه الحضارة.
وبشكل عام، يعزز تعليم اللغة الصينية من علاقات الصداقة والتعاون بين الرياض وبكين، كما أنه يعمق مستويات التلاقي بشكل لافت، ويحقق شراكة استراتيجية شاملة ترتقي لتطلعات القيادتين السعودية والصينية.