في وسط سوق الزل بمدينة الرياض، يقف الرجل البسيط عثمان الرداحي، ناظرا إلى بسطته التي ليست كغيرها، إذ إنها من نوع مختلف، جراء ما تحويه من تراث وذكريات ومقتنيات تؤرخ لعقود من الطرب والموسيقى الشعبية الأصيلة.
الرداحي نفسه الذي تحدث لـ"أخبار 24"، ليس كغيره ممن يبيعون في السوق، إذ سخر الرجل جهده على مدار 40 عاما مضت ومنذ أن كان عمره 14 عاما في جمع أشرطة الكاترج والأسطوانات العتيقة للمغنيين الشعبيين، حتى أصبح الأمر جزءا لا يتجزأ من ذكرياته، ولِمَ لا؟ وهو يهوى الفن منذ نعومة أظافره.
على مدى أربعة عقود، كانت هواية الرداحي جمع القطع والمقتنيات الموسيقية الشعبية القديمة المليئة بالذكريات وعبق الماضي، إذ امتلك على حد قوله، أكثر من 3000 من أشرطة الكاترج، و5000 "كاسيت" لمختلف المغنيين الشعبيين الذين كانوا جزءًا من الترفيه للأجيال السابقة.
وأضاف الرداحي، أنه أحب الفن الشعبي الذي يشعره بالحنين للماضي، حيث جمع ألبوما عتيقا متضمنا 25 أسطوانة للفنانين المفضلين لديه والتي وصل سعرها إلى 25 ألف ريال، ومن ضمنها أسطوانة نادرة للفنان بشير الشنان "يا ليت سوق الذهب".
وبنظرة فاحصة، يجد المتجول أن بسطة الرداحي تجسد صورة لعيش الفن القديم في منطقة السوق، حيث تفيض أجواء السوق بالأغاني الشعبية التي أعادت للكثير ذكريات لا تنسى.