تستحضر الفنانة السعودية عبير سلطان عبر عملها الذي أسمته: ماضٍ دائم التخيل، تقاليد الزفاف الشهيرة بالنسبة لدى أهل المدينة المنورة، في حقبة الثمانينيات والتسعينيات.
ويظهر عملها شخصية عروس مجهولة، ترتدي رداء الزفاف المديني الشهير، ويغطي وجهها ما يسمى بـ "البرقع" المصنوع من حبات اللؤلؤ الأبيض.
فيما تفترش الأرض كراسٍ صغيرة جداً ذات لون بني، تحمل طبعات أقدام العروس، في تجسيد لطريقة الزفة المدينية.
إذ تُزف العروس في ليلة ميثاقها الغليظ على تلك الكراسي المصنوعة من الخشب، وصولاً لمنصة الزفاف، في تعبير نحو الانتقال لحياة جديدة.
واهتمت الفنانة عبير في عملها بعامل التباطؤ في تلاشي الفستان، والطقوس الكامنة خلفه، إلى جانب أهازيج النغم، وأصوات ما عُرف بـ الطقاقات.
فيما بدا لافتاً في ذلك العمل وجود الأقمشة البيضاء المنسدلة من الأعلى، وتحيط بجدران المكان، ويعتليها النمل.
فيما تُشبه الفنانة النمل الذي يعتلي الأقمشة بـ الخياطات اللواتي امتهنَّ حياكة فستان زفاف العروس وإحياء تفاصيله، وتجميع أجزائه.
وحسب البيانات المتوفرة عن عمل ماضٍ دائم التخيل، فإنه ركز على غياب شكل العروس والمساحة التي شكّلتها، ليعزز الذكريات المتلاشية.
ويسمح العمل الفني بإعادة الغياب إلى الوجود، بينما تعمقت الفنانة في كيان العروس المدينية الشبحي الذي يُظهر فستانها الجمال والبذخ والثروة.