الجوال والآيباد، والأجهزة التقنية بشكل عام، أصبحت جزءاً رئيسياً في حياة الطفل، فينمو في عالم محاط بوسائل مختلفة يمكن الوصول إليها بسهولة، وهنا قد يجد الآباء صعوبة في مواكبة التطور المتسارع في المحتوى والتطبيقات الجديدة التي يتم تقديمها باستمرار.
ورغم أن هذا التقدم التقني المتسارع يمكن أن يعطي الطفل فرصة للتعلم والتواصل والترفية، لكن استخدامها بشكل مفرط قد يؤدي لمشاكل صحية ونفسية وعقلية، وقد يثير القلق أحياناً؛ لذا يجب فهم تأثيرها في الطفل قدر الإمكان.
التقت "أخبار24" عدداً من أولياء الأمور لنقل انطباعاتهم ومعاناتهم مع الأطفال والأجهزة، حيث يرى أديب السلمان أنه لا يمكن حرمان الأطفال من التقنية بالجملة، ولكن ينبغي أن يكون هناك قدر من الرقابة، وأن يكون الوالدان قريبين منهم مع متابعة المحتوى الذي يشاهدونه على الجوالات والأجهزة اللوحية.
ويضيف السلمان: "في وقتنا الحالي نرى الأب والأم منشغلين بالجوالات أكثر من أولادهم!! ممكن هما لم يستوعبا الوضع بعد فيحتاجان إلى توعية فقط".
وتشكو أروى محمد في حديثها لـ"أخبار 24" من الآثار الضارة للجوالات في أطفالها، حيث تقول: "الأيام التي يكون فيها الأطفال على الجوال، يكونون طول الوقت عليهم كسل وخمول"، مشددةً على ضرورة تقنين أوقات ومجالات استخدام الأطفال للأجهزة التقنية.
بينما يضيف فهد المسيند أن "الآيباد للأسف مغرٍ لهم كثيرا، ولكن نحاول نخرجهم من هذه الدائرة... فهناك رقابة أمارسها مع أطفالي بعدة برامج مثل يوتيوب كيدز، ويتم تحديد ساعة لهم وبعدها يتم قفل الجوال"، مشيراً إلى أنشطة يعوّد الأطفال على ممارستها مثل ألعاب الألغاز والتركيب والأشياء الحركية، بحيث "يتحركون ولا يستسلمون للتقنية لساعات طويلة".
من جهتها، ترى سمر الماص، وهي أخصائية نفسية وسلوكية في مركز يوكان الطبي أن التقنية مهمة جداً، ولها إيجابياتها، بوصفها تساهم في تطور لغة ومهارات الطفل، ولكنها كأخصائية نفسية وسلوكية تركز على السلبيات وتعمل على الحد منها، "بحيث ما تتفاقم وتصبح مشكلة كبيرة".
وتضيف أن استخدام الأجهزة للأطفال يعتبر خطراً جداً حال بلغ حدّ الإدمان، وهذا ما يسبب لنا دائماً مخاوف بأن هناك عدة سلوكيات تظهر على الطفل إذا كان مدمناً على الأجهزة "نراه دائماً يشعر بعزلة اجتماعية ودائماً جالساً على الأجهزة.. ودائما قلقاً وخائفاً لا يريد أحد أن يعاقبه بالأجهزة أو يسحبها منه".
وتشدد على أنه حال وصول الطفل لهذه المرحلة يبرز دور الأهل، عبر تحديد ساعات المشاهدة والرقابة على المحتوى؛ لتحقيق معادلة النجاح بين استخدام التقنية وتنشئة أطفالهم.