حينما تهب نسمات فصل الشتاء القارس وتنخفض معه درجات الحرارة، فإن السعوديين والخليجيين لا غنى لهم عن ارتداء الملابس الشتوية وبخاصة رداء الفروة الشهير كونها تجلب الدفء للابسيها وتقيّهم شدة البرد.
ويشبه رداء الفروة في تصميمه " المشلح" أو ما يعرف بالبشت، إذ تكسو الجسم بأكمله، غير أنها مبطنةً من الداخل بفرو صغار الأغنام المتميز بنعومته أو فرو الأرانب، وتنتشر أنواع أخرى من الفراء المصنعة من المنتجات البترولية المستوردة.
ويدفع اشتداد برد الشتاء كثيرين إلى البحث عن هذا الرداء الشهير ما يسهم في نمو مبيعات سوق الفراء الشتوية، إذ شهدت محال البشوت والفراء بسوق الزل بالرياض إقبالاً من قبل الزوار الباحثين عن أجود الأنواع.
واكتظت الأسواق بالزبائن في أنحاء ذلك السوق التاريخي بشكل لافت من أجل شراء تلك الفراء التي يحرص الباعة وأصحاب المحال التجارية على عرضها داخل محالهم وخارجها.
ويقول خالد المجاهد تاجر مشالح وفراء عتيق: إن الفراء في الوقت الحاضر أخذت أبعاداً غير التدفئة، إذ طرأت تعديلات متنوعة عليها مثل الأناقة، واستغل بعض التجار رغبة الزبائن في الاقتناء وأضافوا عليها إضافات أفقدتها هويتها وأصبحت لا تمتّ للموروث بأي صلة.
وأضاف المجاهد في حديثه لـ"أخبار 24" أن الفروة الطفيلية تستطيع البقاء لفترات أطول، وتعد الأغلى ثمناً، ويصل سعرها من 1000 إلى 7 آلاف ريال، وأن لديه أنواعا من الطفيلي، تصل إلى 5 آلاف ريال.
وبسؤاله عن سر ارتفاع أسعارها، قال إن الجودة في صناعة الفرو تعد السر في الثمن، إذ تدوم لوقت طويل، وإن معظم الزبائن يقبلون على شراء الفراء الصناعي نظراً إلى انخفاض سعره مقارنة بالطفيلي، إذ يصل سعره إلى 500 ريال.
ويشير العامل في مجال الفراء محمد أبو يحيى إلى أن أبرز الأنواع المتوافرة في السوق ما يعرف بالفروة الطفيلية، وتصل أسعارها إلى نحو 1400 إلى 3000 ريال، سواء رجالية أو نسائية؛ لافتاً إلى أن هناك إقبالاً كبيراً في متجره على الفروة المشابهة للبشوت.
إلى ذلك، يضيف أبو يحيى أن هناك فروات تعتبر مميزة للغاية حسب وصفه؛ إذ تصنع من جلد الدب، غير أنها لا تتوافر في السوق المحلي، ويصل سعرها نحو 4500 ريال.
أما المستثمر معاذ الفواز فإنه قدّر حجم إنفاق المستثمرين على سوق الفراء الشتوية في سوق الزل خاصة بما لا يقل عن 50 مليون ريال، فيما لا يقل مردود ذلك الإنفاق عن 300 إلى 500 مليون، ويلفت إلى أن موسم الشتاء يعد فرصة ثمينة للتجار لتأمين طلبات الزبائن من الملابس الشتوية، مثل الفراء، والسديريات، وبالتالي ارتفاع أرباحهم.
وتعد محال المشالح والفراء في سوق الزل في العاصمة الرياض ملاذاً يقصده الزبائن لاقتناء الفروة الشتوية في موسم الشتاء، فيما يذهبون إليه صيفاً بحثاً عن أجود أنواع البشوت.