ناقشت ندوة سعودية - فرنسية بالرياض أمس (الأربعاء)، تعزيز التعاون الفرنسي السعودي في مجال سكك الحديد، وذلك بعد زيارة وفد مؤلف من 25 شركة فرنسية عملاقة وناشئة مبتكرة في مجال الهندسة والتشغيل والصيانة والتحول الرقمي لسكك الحديد.
الندوة المنعقدة في فندق الكراون بلازا بالمدينة الرقمية بالرياض لمدة يومين، تحت عنوان "أيام السكك الحديدية والتنقّل الفرنسية السعودية" بتنظيم من وكالة بزنس فرانس، وبرعاية وزارة النقل والخدمات اللوجستية، والاستثمار، وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية "ندلب" والخطوط الحديدية السعودية "سار".
وفي اليوم الأول للندوة يلتقي مسؤولون ومستثمرون فرنسيون مع صناع القرار السعوديين في مجال السكك الحديدية ومع الشركات السعودية المتخصصة في هذا القطاع، وتلتقي في اليوم الثاني لها بشركة الخطوط الحديدية السعودية "سار" والهيئة الملكية لمدينة الرياض.
وبحضور السفير الفرنسي لدى المملكة لودوفيك بوي، ونائب وزير النقل والخدمات اللوجستية ورئيس الهيئة العامة للنقل في السعودية الدكتور رميح الرميح، إضافة إلى الرئيس التنفيذي لـ"ندلب" سليمان المزروعوممثّل وزارة الصناعة والمسؤولين عن تنفيذ مشاريع السكك الحديدية الكبرى في المملكة مثل نيوم، القدية، الهيئات الملكية لكل من مدينة الرياض والعلا ومكة المكرّمة والمشاعر المقدّسة وجبيل وينبع، علاوةً على شركة المباني وبعض الشركات المسؤولة عن مشاريع الباصات مثل سابتكو.
وتميّزت النسخة الأولى من هذه الندوة بطرح مواضيع مختلفة تخصّ القطاعين العام والخاص، منها التنقّل الذكي وكيف يمكن للمشاريع الكبرى في المملكة أن تخلق جيلاً جديداً من التنقّل، إضافة إلى الابتكارات الجديدة في قطاع النقل العام. وقد اختتم اليوم الأول بلقاءات ثنائية بين الشركات الفرنسية والسعودية لبحث سبل التعاون فيما بينهم في هذا المجال.
وكانت بعض الشركات الفرنسية قد بدأت العمل في المملكة على تطوير قطاع السكك الحديدية، لا سيما "RATP-DEV" ، المشغّل للنقل العام الرائد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي يتولّى حاليًا تنفيذ العديد من المشاريع المهمة مثل مترو الرياض والعلا، وهو منذ عام 2014 يدعم مشاريع النقل العام الضخمة في السعودية.
وتركّز "RATP-DEV" على وضع معايير سلامة عالية لضمان خدمات نقل آمنة وموثوقة، وكذلك تهتم بتولي وإعادة هيكلة الشبكات الحالية بما يتماشى مع طموحات وموارد السلطات التنظيمية. وانطلاقاً من هدفها ضمان نجاح مبادرات النقل المصممة لتناسب سياق رؤية 2030، تلتزم هذه الشركة أيضاً بالمساهمة في تطوير المدن المستدامة، وتعطي هذه المدن الأولوية للنقل العادل، والاستخدام الفعّال للموارد، والشمولية، والحيوية، والتكامل داخل المناطق.
ويعد النقل والتنقل الجديد من القطاعات الرئيسية ضمن رؤية 2030 حيث يهدف المشروع إلى تطوير وسائل نقل جديدة ومبتكرة وصديقة للبيئة ومضاعفة شبكة السكك الحديدية السعودية ثلاث مرات بإضافة 8 آلاف كيلومتر من خطوط السكك الحديدية الجديدة.
وبالتعاون مع شركة ألستوم الفرنسية، كانت قد قدّمت شركة الخطوط الحديدية السعودية "سار" أول قطار ركاب يعمل بالهيدروجين في العالم في أكتوبر الماضي، مما يمثل تقدمًا تكنولوجيًا كبيرًا والتزام المملكة بالنقل المستدام.
**carousel[8536619,8536620]**