أعلنت وزارتَا التعليم والثقافة تدشينهما لشراكة عملية تُسهم في إعادة توهج الدور المسرحي في المملكة بصفته أحد أهم الروافد التي تغذي الحركة الفنية عَبْر إطلاقهما لمبادرة المسرح المدرسي الذي يسعى إلى تطوير وتمكين منظومة داعمة تحقق الحراك الفني وتساعد في إنشاء جيل مهتم بالمسرح.
وفي هذا الصدد، أكد سلطان البازعي الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية، أن مبادة المسرح المدرسي تعد أهم ركائز الشراكة بين وزارتَي الثقافة والتعليم، واصفاً إياها بالتفعيل الأضخم حتى الآن لإستراتيجية تنمية القدرات الثقافية التي جرى توقيعها أخيراً، لافتاً إلى أن مبادة المسرح تستهدف تغطية أكثر من 19647 مؤسسة تعليمية.
وأشار خلال مؤتمر صحافي في مقر وزارة التعليم بالرياض إلى أن المبادرة تُعَدّ من أهم المبادرات الوطنية في القطاع الثقافي والتي تعجل في إدخال مواد الثقافة والفنون في مراحل التعليم، وهو الأمر الذي يعد أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030، مستذكراً جملة فوائد للأنشطة المسرحية في حياة الطلبة.
وأضاف في المؤتمر: إننا سنختار وندعم 1000 مسرحية تعزز لدى الطلاب والطالبات قدرات الإبداع والابتكار، وتمكنهم من مهارات القيادة ومواجهة الجمهور والعمل الجماعي كجزء رئيسي من صناعة شخصية الطالب. "
يجب أن لا نعطل أنفسنا
من جهته قال الدكتور محمد المقبل، وكيل وزارة التعليم للبرامج: إن الشراكة بين وزارتَي الثقافة والتعليم، جزء من مسيرة برنامجي تنمية القدرات البشرية، وتنمية القدرات الثقافية، مشدداً على ضرورة توسيع أثر ودور " المسرح"، في حين سألته " أخبار 24 " عما إذا كانت مدارس البلاد جاهزة عملياً لاستيعاب أنشطة وبرامج المبادرة سيما من ناحية البنى التحتية، فأجاب قائلاً: يجب أن لا نعطل أنفسنا عند ستارة المسرح وتجهيزاته ومستويات الإضاءة بل ما نتخيله ونرجوه هو قدرة الطالب على الوقوف أمام الجمهور لتأدية دوره التمثيلي، ورسم الشخصية وإبرازها، مشدداً على أهمية هذه النقطة.
وأضاف المقبل: إننا في وزارة التعليم بقدر الإمكان سوف نعمل على توافر هذه الإمكانات، لافتاً إلى أن كثيرا من المدارس تمتلك تأهيلا جيدا، والفريق الدولي من جامعة موناش الذي زار المدارس ليقف على المسارح، طلبنا منه تقييما لاحتياجات المسارح، لكننا لن نقف عند مستوى تجهيزات معيّن بل سنوفرها كافة، لافتاً إلى أن بعض المباني أغلبها يتمتع بتوافر مسارح مجهزة، وستدعم احتياجات المسارح الاحترافية، مشيراً إلى أن إدارات التعليم جميعها تمتلك مسارح مشابهة لهذا المسرح الذي نحن فيه اليوم.
وسلط المؤتمر الصحفي، الضوء على المبادرة ودورها الفعال في النهوض بمجال المسرح المدرسي وتنمية الأجيال الناشئة فيه، والسعي إلى تطوير وتمكين منظومة داعمة للمواهب الوطنية في القطاع المسرحي، من خلال تنمية وتطوير المهارات الـمسرحية لدى المعلمين والمعلمات في السعودية؛ لتمكينهم من الإشراف على النشاط المسرحي وتدريب الطلاب والطالبات وتحقيق حراك ونشاط مسرحي مدرسي لإنشاء جيل مهتم بالمسرح.
أما نهى قطان وكيل وزارة الثقافة للشراكات الوطنية والتطوير، فقالت: إن مبادرة المسرح المدرسي التي جرى إطلاقها تطمح إلى إعادة إحياء الإرث الفني القديم والتجربة الفنية، بشراكات محلية وعالمية تعنى بنهضة القطاعات الثقافية المختلفة، لافتة إلى أن هذه المبادرة ليست إلا جزءاً من قائمة مبادرات تطلق تحت مظلة إستراتيجية تنمية القدرات الثقافية التي تعنى بضرورة إيلاء نشاطات الفن والثقافة مزيداً من الاهتمام.
وتأتي مبادرة المسرح المدرسي ضِمن سلسلة خطوات تنموية وإبداعية تشهدها البلاد باعتبار أن الثقافة جزء محرك وعملي من التحول الوطني الذي تسير عليه المملكة، كما أن رؤية البلاد 2030 تنص على أن الثقافة تعد "من مقوّمات جودة الحياة"، لذا تعكف السعودية على تعزيز خلق بيئة إبداعية تدعم الإبداع وتُسهم في نموه، وتفتح نوافذ جديدة للطاقة الإبداعية عند السعوديين.