أعلنت الخطوط السعودية خلال مؤتمر مستقبل الطيران عن أكبر صفقة في تاريخ الطيران السعودي بإجمالي 105 طائرات مؤكدة مع شركة إيرباص، حيث تتسلم الطائرة الأولى بالربع الأول 2026، إضافةً إلى 88 طائرة جديدة خلال الخمس سنوات القادمة.
وأكد مدير عام مجموعة الخطوط السعودية المهندس إبراهيم العُمر، أن الصفقات الجديدة دخلت حيز التنفيذ وستساهم بشكل مباشر بتحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية المنبثقة عن رؤية 2030.
وأشار العُمر إلى تجديد مقصورة الضيوف لتوفير تجربة جديدة لدرجتي الأعمال والضيافة معتمدة على الخصوصية وابتكار منتجات جديدة حيث سيشمل هذا المشروع الطائرات الجديدة بالإضافة إلى الأسطول الحالي، وسيكون موعد أول طائرة جديدة مجهزة بالمقاعد الجديدة بنهاية 2025، مؤكدا أن الربع الرابع من 2024 سيشهد أول طائرة سيتوفر بها خدمة الإنترنت وشاشات الترفيه الذكية.
ووقع الصفقة كلٌ من مدير عام مجموعة السعودية المهندس إبراهيم العُمر، ونائب الرئيس التنفيذي لمبيعات الطائرات التجارية بشركة إيرباص بينوا دي سانت إكزوبيري، حيث يبلغ نصيب "السعودية" 54 طائرة من طراز A321neo بينما يتسلم طيران أديل 12 طائرة من طراز A320neo و39 طائرة من طراز A321neo.
وتتميز الطائرات بخصائص حديثة في تصميمها الداخلي ورحابة مقصوراتها مع تجهيزها بأحدث وسائل الراحة وتقنية الاتصالات بما يوفر للضيف تجربة سفر مختلفة يتمتع خلالها بالخدمات المميزة والخصوصية، ويضاف إلى ذلك الكفاءة التشغيلية بما يساهم في تطوير العمليات بشكل مستدام والتي تضعها "السعودية" ضمن أولوياتها حيث توفر الطائرات استهلاك الوقود مع قدرتها على خفض ثاني أكسيد الكربون بنسبة %20.
ومن جانبٍ آخر ستساهم الشركة السعودية لهندسة الطيران التابعة لمجموعة السعودية في تقديم مختلف أنواع الصيانة للطائرات لاسيما مع الزيادة المتوقعة في قدرتها الاستيعابية لأعمالها مع قرب انتهاء مشروع قرية الصيانة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة.
وشهد حفل التوقيع استعراض مزايا النسخة التجريبية من المساعد الافتراضي بتقنية الذكاء الاصطناعي والذي سيرافق الضيف منذ لحظة التخطيط للسفر وصولاً لكافة تفاصيل رحلته، وكذلك درجة الأعمال على متن الطائرات حيث تُعد من الأوائل حول العالم في تحويلها إلى أجنحة فخمة تتميز بالرفاهية والخصوصية وتتحول إلى سريرٍ مستوٍ حيث سيشمل ذلك الأسطول الحالي وفق جدول زمني محدد إلى جانب الأسطول الجديد، علاوةً على خدمة الإنترنت الجوي التي سيتم توفيرها على الطائرات وتعتبر الأسرع عالمياً في هذا المجال، إلى جانب رفع جودة الشاشات الترفيهية على متن الطائرات لتصبح الأعلى وضوحاً في الرؤية بين مثيلاتها عالمياً.
وكان وزير النقل صالح الجاسر، أكد خلال افتتاحه مؤتمر مستقبل الطيران 2024، أن استضافة المملكة للمؤتمر تعكس التزامها بإيجاد قيادة فاعلة وعالمية بقطاع الطيران، مشيرا إلى أن المملكة نجحت بالترشح لعضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولية.
وأضاف الجاسر، أنه منذ 2022 حققت المملكة رقما قياسيا بلغ 111 مليون مسافر لعام 2023 وأعلنت السياسة الاقتصادية لقطاع الطيران المدني، وأكدت أوامر الطلبات لمئات الطائرات من خلال الناقلات السعودية.
وأشار إلى إطلاق المخطط الرئيسي لمطار الملك سلمان الدولي بالرياض لاستضافة 100 مليون مسافر بحلول 2030، كما تم افتتاح مطار البحر الأحمر الدولي، إضافة إلى توسيع المطارات بجميع أنحاء المملكة.
وفي ختام كلمته دعا وزير النقل جميع المستثمرين والمشغلين والموردين ليكونوا جزءا من قصة نمو قطاع الطيران بالمملكة.
من جهته أوضح رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالعزيز الدعيلج، أن عدد الطائرات التي تمر عبر المملكة في أوقات الذروة يصل إلى أكثر من 4 آلاف طائرة في اليوم، حيث تدير الملاحة شركات سعودية يديرها مواطنون ومواطنات بشكل ناجح ومهنية كبيرة.
وبين أنه خلال الأزمات والقلاقل الأخيرة في المنطقة نجحنا بتحويل خطوط ومسارات الطيران بطريقة آمنة، ونعمل بالشراكة مع جيراننا لنوجد مسارات أقصر، وأكثر كفاءة وأقل وقتا وتكلفة واستهلاكا للوقود ما ينعكس إيجابا على تجربة المسافر.
وأشار إلى نمو حركة الركاب في المملكة بنسبة 26 % خلال العام الماضي مسجلة رقمًا قياسيًا بلغ 111 مليون راكب، مع نمو إضافي بنسبة %20 خلال هذا العام، مشيرًا إلى أن برنامج الربط الجوي أدى إلى زيادة نسبة الربط 48 % في عام 2023 بعدد 148 وجهة لمختلف دول العالم، كما شهدت شركات الطيران منخفضة التكلفة زيادة حصتها في السوق الدولية منذ الجائحة.
من جانبه أكد رئيس منظمة الطيران المدني الدولي "إيكاو" سلفاتوري شاكيتانو أن المملكة تلعب دورًا قياديًا في صناعة مستقبل الطيران العالمي نتيجة للجهود الكبيرة والدعم غير المحدود المقدم لهذا القطاع من قبل قيادة المملكة، مشيرًا إلى أن رؤية المملكة 2030 اهتمت بشكل واضح بمجال صناعة الطيران ودعمه.
وأوضح خلال مشاركته في مؤتمر مستقبل الطيران 2024، أن منظمة الطيران المدني الدولية تواصل تطور جهودها على مدى العقود المقبلة، وأن استضافة المملكة للنسخة الثالثة من هذا المؤتمر يجسد رسالتها الواضحة في الارتقاء للتواصل العالمي من خلال مستهدفات رؤيتها التي تشكل مستقبل البلاد وما يقدمه قطاع النقل من دور حيوي مهم في هذا المجال.
في السياق نفسه، جرى خلال اليوم الأول من المؤتمر، الإعلان عن 47 مذكرة تفاهم واتفاقية وصفقة بقيمة 19 مليار دولار شملت خدمات الطيران وأوامر شراء طائرات والشحن والخدمات اللوجستية والتنقل الجوي المتقدم وتنمية الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى اتفاقيات تتعلق بالصيانة والإصلاح والتجديد.
وسيشهد المؤتمر عرضاً للفرص الاستثمارية في قطاع الطيران في المملكة التي تبلغ قيمتها 100 مليار دولار، كما يتوقع أن يشهد توقيع أكثر من 70 اتفاقية وصفقة بقيمة إجمالية تبلغ 12 مليار دولار، مع إعلان عدد من الاتفاقيات لكبرى الشركات العالمية على مدار أيام المؤتمر.
**carousel[8599835,8599836,8599837,8599838,8599839,8599840,8599841]**