مع بداية كل موسم ينشط محتالو حملات الحج، سواء منظمو الحملات المخالفة أو ممتهنو النصب والاحتيال، حيث ضبطت الجهات الأمنية الأسبوع الماضي فقط 12 مقيما ومواطنا أعلنوا حملات وهمية بقصد النصب والاحتيال.
الإعلانات المضللة والشركات الوهمية لم تقتصر على الداخل، بل نشطت كذلك في الخارج، فمع قرب دخول موسم الحج نشطت إعلانات الحج بأسعار مغرية وغير منطقية للإيقاع بأكبر عدد ممكن من الراغبين بأداء الفريضة، ومنها إعلان السفارة السعودية في العاصمة العراقية بغداد في أبريل الماضي أنه تم رصد أكثر من 25 شركة وهمية تسوّق للحج التجاري، والقبض على المسؤولين فيها من قبل السلطات العراقية.
من جانبه حذر خالد الحربي المسؤول بشركة المكتب الأول للحج والعمرة عبر حديثه لـ "أخبار 24"، من الانسياق وراء إعلانات الحج الوهمية، مؤكدا أن وزارة الحج والعمرة وضعت مسارا إلكترونيا للراغبين بالحج يمكّنهم من معرفة الحملة النظامية من الحملة الوهمية، مؤكدا أن الدفع أصبح موحدا ولا يوجد فيه تلاعب.
وأشار إلى أن بعض الناس ينقصهم التوعية ولا يعلمون طريقة الحجز والخدمات التي تقدمها الحملات، داعيا لإطلاق حملات توعوية قبل بداية موسم الحج للتوعية بطريقة وآلية الحجز في حملات الحج.
وعن طريقة الحجز أوضح الحربي أن عملية الحجز ودفع الرسوم لا تتم مباشرة عن طريق حملات الحج، وأي حملة تطلب مبالغ هي "حملة وهمية"، مضيفا أن جميع الحملات النظامية والمرخصة موجودة على موقع وزارة الحج وتطبيق نسك، وعلى من يرغب الحج الدخول إلى موقع الوزارة أو التطبيق واختيار الحملة المناسبة له، وبعد إتمام الحجز يقوم بالدفع من خلال الرابط الذي يصله من الوزارة.
وكانت هيئة كبار العلماء في المملكة قد أفتت بعدم جواز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح، حيث يأثم فاعله، وأكدت أن الالتزام باستخراج تصريح الحج والتزام قاصدي المشاعر المقدسة بذلك يتفق والمصلحة المطلوبة شرعاً.
كما وجه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، خطباء الجوامع في عموم مناطق المملكة، بتخصيص خطبة الجمعة الماضية لتوعية المصلين بأحكام شعيرة الحج، وبيان أحكام النسك، والتأكيد على أهمية الالتزام بالأنظمة والتعليمات المتعلقة باستخراج التصريح لمن أراد الحج، والإشارة إلى ما ورد عن هيئة كبار العلماء من عدم جواز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح، وبيان أن من حج بلا تصريح فهو آثم لمخالفته أمر ولي الأمر.
بدوره أهاب خطيب وإمام المسجد الحرام، الشيخ بندر بليلة في خطبة الجمعة الماضية بجميع المقيمين أو المواطنين أو الراغبين في أداء فريضة الحج لموسم 1445هـ، بضرورةالالتزام بإصدار التصريح اللازم من الجهات المختصة، وأكد أن أداء الحج بدون تصريح مخالفة واضحة لولي الأمر، وتعارض نصوص الكتاب والسنة التي تأمر بطاعته بشكل صريح. واستشهد لذلك بما ورد في كتاب الله عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ". وأكد على أن من تعذر عليه استخراج التصريح، فإنه في حكم غير المستطيع لقول الله تعالي: "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا".
وكان الأمن العام قد أعلن أنه اعتبارًا من 25 ذي القعدة 1445هـ الموافق 2 يونيو 2024، يبدأ تطبيق عقوبة مخالفة أنظمة وتعليمات الحج (الحج من دون تصريح)،بفرض غرامة 10 آلاف ريال بحق كل من يضبط ولا يوجد لديه تصريح حج من المواطنين والمقيمين والزوار في كل من مدينة مكة المكرمة، والمنطقة المركزية، والمشاعر المقدسة، ومحطة قطار الحرمين، ومراكز الضبط الأمني، ومراكز الفرز، ومراكز الضبط الأمني المؤقتة. وفي حال تكرار المخالفة سيتم مضاعفة الغرامة المالية، كما يعاقب المخالفون من المقيمين بالترحيل لبلادهم والمنع من دخول المملكة وفقا للمدد المحددة نظاماً.
وعند استعراض إعلانات الجهات الأمنية عن المتورطين بالحملات الوهمية، نجد أنه في 11 مايو أعلنت شرطة منطقة مكة المكرمة القبض على مقيمين لنشرهما إعلانات حملات حج وهمية ومضللة بتوفير سكن للحجاج بغرض النصب والاحتيال، وفي 12 مايو أغلنت شرطة منطقة مكة المكرمة أيضا القبض على مقيمين لنشرهما إعلانات حملات حج وهمية ومضللة بتوفير سكن للحجاج بغرض النصب والاحتيال.
وفي 13 مايو أعلنت شرطة منطقة مكة المكرمة كذلك القبض على (3) أشخاص لنشرهم إعلانات حملات حج وهمية ومضللة بتوفير سكن للحجاج ونقلهم داخل المشاعر المقدسة بغرض النصب والاحتيال، وفي 14 مايو أعلنت إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة منطقة الرياض القبض على مقيمين من الجنسية المصرية مخالفين لنظام الإقامة لترويجهما حملات حج وهمية بغرض النصب والاحتيال.
وفي 17 مايو نشرت شرطة منطقة مكة المكرمة بيانين أعلنت في الأول القبض على وافد بتأشيرة زيارة من الجنسية المصرية لترويجه لحملة حج وهمية وتوفير سكن بغرض النصب والاحتيال، وفي البيان الثاني أعلنت القبض على مقيم ووافد بتأشيرة زيارة لترويجهما حملات حج وهمية ومضللة بتوفير سكن ونقل للحجاج بغرض النصب والاحتيال.