يُعَدّ الزفاف في جازان ذا طابع فريد ومختلف، وتستمر طقوسه لمدة تصل 5 أيام، بينما في بقية المناطق ليلتين بما فيهما الملكة والعرس.
ويتميز الزفاف في جازان، بتجمع الأهل، والأصحاب، لمعايشة تلك الطقوس الممتدة منذ زمن طويل، والعادات الممزوجة برائحة الفل والكادي، ونقش الحناء على الكفوف والأقدام.
وتبدأ ليالي الفرح بـ "الحنا" ثم "الحمّل"، تليهما "الزفاف "، و"المقيل" على أن تختتم بـ "النقول"، حيث تصاحبها الأهازيج الشعبية القديمة التي تنشدها النساء في ليالي الزّفاف المختلفة، إلى جانب لعبهن المعبّر عن بيئتهن وتراثهن الأصيل الذي ما زِلْنَ يمارسنه حتى هذه الأيام.
ليلة الحناء
وتتضمن ليلة "الحناء" وضع الحناء للعروس والأهل، تعبيرًا عن فرحهم بزفافها، إذ تجتمع النساء حولها أثناء النقش على كفيها والأكتاف، ونقش الأرجل إلى قرب الركبتين؛ وهو ذو طابع هندي، وقد يكون "حشوًا" حتى يجعلها مميزة عن الأخريات.
ليلة الحمل
أما الليلة الثانية، "الحمل"، التي تسمى أيضاً "الغمرة"، قد لا تكون إلا في مدينة جازان ومحافظاتها، حيث خصصت لاستقبال أهل العريس، ويقوم الرجال بتحميل "الحمل" من ملابس العروس والهدايا والذهب وبعض المواد الغذائية والأقمشة، ليذهبوا بها مع دق الدفوف والزغاريد، لمنزل العروس.
ليلة الزفاف
وعندما تبدأ شمس اليوم الثالث للطلوع تنطلق استعدادات ليلة "الزفاف" حيث تستعد العروس لارتداء الفستان الأبيض، وبعد انتهاء ليلتها، يكون في انتظارها موكب خاص من الأهل، وسيارة مزينة بالورد، وسط زغاريد، لزفها لبيت زوجها.
ليلة المقيل
وبعد أن تتجمل العروسة بردائها الأبيض، تستعد لليلتها الفريدة "المقيل"، والتي تكون فيها محاطة بالأنس والطرب الشعبي، وترتدي ذلك الزّي الذي يسمى "بالميل" وهو زي هندي الشكل مطرز بالخرز، أو زي صنعاني.
كما تزين العروسة شعرها "بالولبة، وقد تسمى كذلك "السحلة، أو العضية"، إذ تقوم سيدة متخصصة بتزيين شعرها، بالطيب وهو مادة عطرية تعجن مع الماء ثم يجدل الشعر ويرفع ويلف، وبعدها يربط في الشعر الكادي و"البعثيران" وغيرها من النباتات العطرية، والزهور ذات الرائحة الجميلة.
وتقوم العروسة أيضاً بتنظيم الشعر من الأمام أعلى جبينها وتوضع حبات "جنيه الذهب" بعد خياطتها في قطعة قماش سوداء وتعرف باسم "المحاف" ويرص الفل بعد نظمه في خيوط يغطي كامل الشعر من أعلى إلى أسفل في شكل منظم، وكأنه لوحة فنية.
"الولبة" رغم الطقوس الكثيرة التي تصاحبها وتصل تكاليفها إلى 3.5 ألف ريال تكون على الرأس ما بين 3-5 ساعات، بينما البعض يعمل على تعتيقها بمجموعة من العطور المُخلطة.
موكب الفرح
وترتدي العروس أيضاً عقدًا مزينًا بالفل والورد، يسمى "كبش الفّل" يصل سعره نحو 1.5 ألف ريال، وتتزين بالذهب، لتسير بموكب الفرح، الذي لا مثيل له، محاطة بالنساء من مختلف الأعمار، والنساء يتجمعن حولها للرقص "والتنقيط بالنقود" أي يضعن لها نقودا بمناسبة زواجها تعبيرًا عن فرحهن.
ليلة النقول
مراسم اليوم الخامس "النقول"، يستعد فيها أهالي الفتاة الجيزانية للذهاب لمنزل العريس مرتدية فستانها الأبيض، حيث ترافقها عائلتها لبيتها، ويكون أهل العريس في مقدمة استقبالهم، للترحيب بهم، وتقديم الهدايا لهم، تعبيراً عن فرحتهم بهم.