رحبت المملكة بالقرار الإيجابي الذي اتخذته كُل من، النرويج، وإسبانيا، وأيرلندا باعترافها بدولة فلسطين، مؤكدةً أن القرار يؤكد الإجماع الدولي على الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير المصير.

ودعت وزارة الخارجية في بيانٍ لها اليوم (الأربعاء)، بقية الدول للمُسارعة في اتخاذ نفس القرار الذي من شأنه المُساهمة في إيجاد مسار موثوق به، ولا رجعة فيه، بما يُحقق سلاما عادلا ودائما يُلبي حقوق الشعب الفلسطيني.

واستثمرت المملكة استضافتها لمنتدى الاقتصادي العالمي الشهر الماضي لحشد رأي عام دولي تجاه الاعتراف بدولة فلسطين حيث عقدت 4 اجتماعات خلال 48 ساعة تضمنت اجتماع "اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية" والاجتماع "الوزاري المشترك للشراكة الاستراتيجية بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية" واجتماع دول "السداسي العربي" بوزير الخارجية الأمريكي إضافة إلى "الاجتماع التنسيقي لدعم جهود تنفيذ حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين"، حيث قادت المملكة المجتمع الدولي خلال هذه الاجتماعات للخروج بخطوات لإقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بها.

واستمرت السعودية، في توظيف ثقلها العربي والإسلامي والدولي عبر دبلوماسيتها الهادئة، وبالشراكة مع الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم، وأثمرت جهودها في إعلان دول إسبانيا وأيرلندا والنرويج اعتزامها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وجاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤيد لأهليه فلسطين للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة متوجاً لجهود السعودية الدبلوماسية في الضغط على المجتمع الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

إلى ذلك أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، رئيس هيئة العلماء المسلمين الدكتور محمد العيسى، أن القرار يُعبّر بوضوح عن نموذج مهم للتحول في الوعي الدولي حيال الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولته، مُشيداً بالموقف المسؤول والنبيل للدول التي اتخذت هذه الخطوة المُهمة والعادلة. داعياً بقية الدول أن تحذو حذوها وقوفاً مع الحق الإنساني والقانوني للشعب الفلسطيني.

وجددت الرياض دعوتها للمجتمع الدولي خصوصاً الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية، لأهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القُدس الشرقية، ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقق السلام الشامل والعادل للجميع.

من جهةٍ أخرى، عدّ الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي هذا الاعتراف خطوة محورية واستراتيجية نحو تحقيق حل الدولتين، ودافعاً قوياً لكل الدول للقيام بخطوات مماثلة للاعتراف بدولة فلسطين، مما سيساهم في حصول الشعب الفلسطيني على كل حقوقه والعيش بسلام وعدالة واستقلال، بعد سنوات عديدة من الظلم والبطش والانتهاكات الخطيرة والعيش تحت وطأة قوات الاحتلال الإسرائيلية، داعياً المجتمع الدولي بجميع مؤسساته ومنظماته للقيام بدورهم في دعم الشعب الفلسطيني للحصول على الحق الكامل في إقامة دولتهم.

وجدد الأمين العام تأكيده على الموقف الثابت والراسخ لمجلس التعاون في دعمه للقضية الفلسطينية، والتوصل إلى حل يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

وذكرت النرويج أنها تتعاون بشكل وثيق مع السعودية، وتتخذ خطوات نشطة لحشد الدعم الأوروبي لرؤية السلام العربية، وقد استضافت النرويج والمملكة مؤخراً اجتماعاً رفيع المستوى لوزراء الخارجية في الرياض لمناقشة هذه المبادرة، وفي غضون أيام قليلة، ستترأس النرويج اجتماع الشركاء الدوليين حول فلسطين في بروكسل، حيث سيقدم رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد والحكومة الفلسطينية خططهما الإصلاحية.

قال إيسبن إيدي وزير خارجية النروج تعليقاً على الاجتماعات: "نأمل في تحقيق بعض التقدم الكبير هناك".

وكان رؤساء حكومات كل من النرويج وإيرلندا وإسبانيا أعلنوا بشكل منفصل في وقت سابق اليوم، اعتراف بلادهم بدولة فلسطين، اعتباراً من 28 مايو الجاري.