بثت تصريحات وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان ماجد الحقيل خلال مؤتمر التواصل الحكومي الإثنين الماضي التفاؤل والفرح في الأوساط السعودية، حيث أكد الوزير أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أمر بضخ أراضي بمساحة 100 مليون م2 في الرياض، وأشار إلى نية الوزارة طرح وحدات سكنية بضاحية خزام تبدأ أسعارها من 350 ألف ريال، كما أكد اقتصاديون أن إعلان الوزير سيكون له تأثير إيجابي على زيادة المعروض العقاري وتخفيض الأسعار.
من جانبه أكد الكاتب الاقتصادي عبدالحميد العمري لـ"أخبار24" أن تصريحات "الحقيل" حملت رسالتين، أولاهما وهي المهمة مسألة معادلة العرض مع الطلب، حيث كنا نعاني من زيادة الطلب على العقار خصوصا في المدن الرئيسية كالرياض وجدة في مقابل شح المعروض من وحدات سكنية وأراضي.
وأضاف: ما زاد من المشكلة خلال الـ4 سنوات الماضية أن البنوك فتحت التمويل على مصراعيه مع انخفاض أسعار الفائدة، فأصبح الطلب موجود مع سهولة في الحصول على التمويل وانخفاض معدل الفائدة ما ساهم بزيادة الطلب، في مقابل قلة وشح العرض وبالتالي شاهدنا ارتفاع أسعار العقار.
ولفت "العمري" إلى أن ملاك الأراضي والوحدات السكنية عندما شاهدوا زيادة الأسعار خلال السنوات الماضية، زادوا الأسعار أو أجلوا البيع طمعا في الحصول على أسعار أعلى، مضيفا أن إعلانات وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان ستساهم بشكل كبير في معالجة هذه المشكلة وتنهي شح المعروض العقاري وزيادة الأسعار.
وشدد على أن الدولة لم تقصر واستقطبت شركات عالمية إلى الشركات المحلية الموجودة، وذلك من شأنه المساهمة في تسريع ضخ منتجات عقارية أكثر في السوق، مبيناً أن رفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة كان له دور في دخول السوق بحالة ركود منذ 9 أشهر بسبب ارتفاع تكلفة التمويل وارتفاع الأسعار.
وتابع: كل ذلك سيساهم بتحريك السوق والضغط على الأسعار بشكل قوي، ونتمنى أن يكون ملموسا في الربع الثاني والثالث والرابع من العام الميلادي الجاري، ومن الممكن أن نرى تحركاً في الأسعار من شهر رمضان القادم مع بداية ظهور المشاريع التي أعلنت عنها الوزارة، إضافة إلى أننا نتوقع إعلانات جديدة في الأشهر القليلة القادمة.
واعتبر "العمري" أن تعليق وزير الشؤون البلدية والإسكان بخصوص اهتمام الوزارة بعدم زيادة استقطاع البنوك عن 40% من الأجر كان إيجابيا للغاية، متمنيا أن يتجاوب البنك المركزي مع ذلك وألا يتجاوز الاستقطاع تلك النسبة.
بدوره قال الاقتصادي المعروف الدكتور عبدالله المغلوث إن حديث وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان، حمل الكثير من الإيجابية ونشر التفاؤل في أوساط العاملين في القطاع العقاري، والأسر السعودية الراغبة في تملك مساكنها.
وأضاف: وقد أقصى تأكيده على أن "ولي العهد"، قد وجه بتخصيص أراضٍ بمساحة 100 مليون متر مربع لمدينة الرياض وعدد من المدن التي تتميز بالكثافة السكانية الكثيرَ من المخاوف التي كانت قائمة حيال اتساع الفجوة بين العرض والطلب وارتفاع أسعار العقار جراء شح الأراضي السكنية وكثرة التنافس عليها من قبل المطورين والمستثمرين.
وأشار إلى أن هناك تفاؤلا حيال استمرار زخم المشروعات السكنية وثبات أسعار المنتجات السكنية بمختلف مناطق المملكة ومدنها حتى تحقيق مستهدف رؤية 2030 الرامي إلى رفع نسبة تملك الأسر السعودية للمسكن إلى 70 ٪، في ظل التأكد من تجاوز مشكلة توفر الأراضي واتساع الفجوة بين العرض والطلب.