أبرزت رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتورة هلا التويجري، عزم المملكة على مواصلة تعزيز وحماية حقوق الإنسان، وأهمية احترام التنوع الثقافي والمساواة بين الشعوب في ضوء الصكوك والمواثيق الدولية، انطلاقاً من توجيهات القيادة، بالاهتمام بالإنسان وجعله أولوية.
ونوَّهت "التويجري" بالجهود الإنسانية التي قامت بها المملكة؛ ومن ذلك حرصها على الوقوف إلى جانب المتضررين من أبناء الشعبين السوري والتركي، والتخفيف من آثار الزلزال المدمر، الذي تسبب في خسائر فادحة في الأرواح الممتلكات، مبينةً أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في إطار ذلك، وجَّه بتسيير جسر جوي لتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية، وتنظيم حملة شعبية لمساعدة ضحايا الزلزال، حيث بلغ إجمالي المُساعدات –حتى هذه اللحظة– أكثر من 160 مليون دولار.
واعتبرت أن المملكة، انطلاقاً من قيمها الراسخة ودورها الريادي وسعيها لإرساء الأمن والسلم الدوليّين، وتعزيز حقوق الإنسان، لم تدخر جهداً في دعم القضايا الإنسانية، ومن ذلك إبداء المملكة استعدادها للوساطة بحل الأزمة الروسية –الأوكرانية، بالإضافة إلى إسهام وساطة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في إطلاق سراح العديد من الأسرى وعودتهم إلى بلدانهم.
إصلاحات حقوقية
وأكدت على ما تشهده المملكة اليوم في إطار رؤيتها التنموية 2030، من إصلاحات كبيرة وغير مسبوقة في مختلف المجالات محورها الرئيس هو الإنسان، مشيرةً إلى أن المملكة عملت على تطوير منظومتها التشريعية من خلال إصدار وتعديل العديد من التشريعات، التي شملت نظام الإثبات ونظام الأحوال الشخصية، فيما يجري العمل حالياً على إعداد مشروعي نظام العقوبات، ونظام المعاملات المدنية.
وأشارت الدكتورة هلا التويجري إلى انخفاض معدلات البطالة، خلال الفترة من 2016 إلى 2022، من 11.6% إلى 5.8%، كما صدرت السياسة الوطنية لتشجيع تكافؤ الفرص والمساواة في المعاملة في الاستخدام والمهنة، التي تهدف للقضاء على أي تمييز في هذا المجال.
تمكين المرأة
وسلطت رئيس هيئة حقوق الإنسان، خلال رئاستها اليوم وفد المملكة في اجتماعات الجزء رفيع المستوى للدورة الـ(52) لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، التي تجري أعمالها حالياً في جنيف، وحضورها افتتاح الجزء الرفيع المستوى للدورة، الضوء على تحقيق المملكة خلال السنوات الأخيرة، تقدُّمًا كبيرًا في مجال تمكين المرأة.
ونوهت في هذا الصدد إلى اعتماد هدف إستراتيجي لرؤية المملكة 2030؛ لزيادة نسبة مشاركتها في سوق العمل، كما جرى إنشاء مركز تحقيق التوازن بين الجنسين في عام 2021م، ونتيجة لهذه الجهود ارتفعت حصة المرأة في سوق العمل خلال الفترة من 2017 حتى 2022م، من 21.2 % إلى 34.7%، وزاد معــدل مشاركتها الاقتصاديــة خلال الفترة ذاتها من 17% إلـى 37 %، كما ارتفعت نسبة تمثيل المرأة في المناصب الإدارية (العليا والمتوسطة) خلال الفترة من 2017 إلى 2021م من 28,6% إلى 39%..
تنديد بحرق المصحف
وجددت التأكيد على إدانة المملكة واستنكارها، لقيام عدد من المتطرفين بإحراق وتمزيق نسخ من المصحف الشريف في عدد من الدول الأوروبية، وتأكيدها على ضرورة التقيد بالمبادئ والأحكام التي نصَّت عليها المعايير الدولية لحقوق الإنسان، التي تحظر أي دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف.
ودعت المجلس للقيام بمسؤولياته تجاه تحسين أوضاع حقوق الإنسان في العالم، في جوّ من الحوار البناء، والالتزام بالشفافيّة والموضوعية، وتعزيز ثقافة التسامُح، مؤكدةً حرص المملكة على ضرورة إعطاء جميع حقوق الإنسان القدر ذاته من الاهتمام، بحيث لا يتم التركيز على حقوق على حساب أخرى، إعمالاً لمبدأ تكاملية حقوق الإنسان وعدم قابليتها للتجزئة.