إذا رغبت في التعرف عن كثب على جماليات الفن الإسلامي التي تستمد إلهامها وجذورها من أول بيت وضع للناس؛ فإن زيارتك إلى صالة الحجاج الغربية في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة ستغنيك؛ حيث ينعقد بينالي الفنون الإسلامية.
إذ تضم أرجاء تلك الصالة الفسيحة أعمالاً فنية معاصرة ذات علاقة وثيقة بين الفن والإيمان، بجانب مقتنيات تاريخية تكمن أهمها في جناحين منفصلين، وهما مكة والمدينة، إذ يحتويان على مخطوطات نادرة، وآثار، وصور فوتوغرافية.
صالة الحجاج.. معلم ثقافي
للوهلة الأولى حينما تتسنى لك فرصة زيارة المكان ربما تتساءل عن سر اختيار صالة الحجاج الغربية ذات المظلات الوارفة لكي تصبح مقراً يحتضن حدثا فنيا لافتا بتفاصيله، وبالتالي تتحول إلى مَعلمٍ ثقافي بارز في جدة غرب السعودية، بيد أن ذاكرة هذا المكان تفيض شواهد روحانية عدة.
ففي أرجائه ترسبت صور وجدانية لافتة تشكلت معانيها عبر قدوم ملايين الحجاج إلى تلك البقعة بصفتها مكانا يجتمعون فيه لكي يواصلوا رحلتهم الدينية، لذا أصبحت تلك الصالة مكتنزه بطابعٍ روحاني لافت، ما جعلها مكاناً مؤهلاً لاستضافة تلك التظاهرة الثقافية التي تعنى بالفن الإسلامي.
احتفاء بالثقافة والفن الإسلامي
وبالنسبة للقائمين على هذه التظاهرة فإنهم يتطلعون عبر اختيارهم الصالة الغربية مكاناً لانعقاد البينالي إلى تعزيز المكانة الوظيفية والروحية للموقع، وتحويله إلى وجهة للاحتفاء بالفنون والثقافة الإسلامية، إذ لطالما ارتبطت في أذهان سكان جدة والقادمين إليها بأنها نقطة التقاء الحجاج قبيل أداء النسك، وفي المقابل أيضاً ستثري المكان بالأعمال الفنية التي جعلت عدداً كبيراً من الزوار يبدون دهشتهم حينما قرروا زيارته.
وفي تفاصيل تلك الصالة الشهيرة التي جرى افتتاحها عام 1981، يعيد البينالي قيمة الحفاظ على التراث المعماري والثقافي لهذا المكان الذي يتسم بالروحانية، فيما يعتمد تصميمها الذي صاغت شركة "سكيدمور أورينغز أند مريل" معانيه، عبر التجريد الحجمي المستوحى من هياكل المظلات الشبيهة بالخيام.
أكبر بناء قماشي
وحسب المعلومات التي اطلع "أخبار 24" عليها فإن الصالة حينما جرى افتتاحها كانت تضم أكبر بناء قماشي السقف مدعوم بالكوابل على مستوى العالم، ونظراً إلى حجمها الكبير، جرى استخدام النسيج المتطور حديثاً بصفته عنصراً هيكلياً دائماً عوضاً عن استخدام تقنية الدعم بالكوابل في اتجاهين، والذي يعد سابقة في تصميم المطارات.
فيما تبلغ مساحة جغرافية الصالة 70 ألف متر مربع، وباتت تضم مسرحاً ومساحات عرض وورش عمل، وفصولاً دراسية، إلى جانب المطاعم والمتاجر، وتقدم فرصة انعقاده في هذا المكان تجربة تأملية لا تُضاهى بالنسبة للزائر، إذ سيتأمل المساحة الحضرية التي حازت في عام 1983 على جائزة الآغا خان للتصاميم المعمارية الإسلامية.