يثير على الدوام الحديث عن محاربة البدانة، بما يُعرف بـ"التكميم"، حالات من الجدل، لا سيما في الأوساط النسائية، خاصةً أن البعض يعزو وقوع عديد من حالات الطلاق بين الأزواج إلى هذا الإجراء الجراحي.
وتنتشر بين فينةٍ وأخرى بعض المقاطع في مواقع التواصل الاجتماعي تربط بين حالات الطلاق وإجراء عمليات التكميم الجراحية، ومنها ما أثاره أحد المشاهير الكويتيين مؤخراً، وهذا ما حدا استشاريا سعوديا يعمل في هذا التخصص للتصدي لمثل هذه الشائعات، التي يقول إنها لا تستند لأي معلومات علمية، وتعتمد على التنظير أكثر من أي أمر آخر.
إذ حمل استشاري جراحات المناظير والسمنة، عوض القحطاني، في حديثه لـ"أخبار 24"، على عاتقه، التحذير من الانجراف وراء معلومات يسوقها غير المتخصصين في هذا المجال، في حين لم يُخفِ استغرابه وصدمته من حجم التفاعل مع مثل هذا الحديث، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لا يمكن إثبات صحة معلومة زيادة الطلاق بسبب عمليات التكميم، لمجرد حدوث حالة طلاق واحدة أو اثنتين.
واستشهد القحطاني بلقاءٍ أجرته مجلة "جاما الطبية" مع زوجين كانا يعانيان مرض السمنة، وأقدما على إجراء عملية تكميم، وحين تم سؤالهما عن مدى الرضا كان ضئيلا إلى حدٍ ما بعد إجراء الجراحة بفترة وجيزة، لكن ما إن أمضيا خمس سنوات إلا وتغيرت الموازين، وكان الرضا بشكل كبير تجاه بعضهما البعض.
ونقل القحطاني مشاهداته لحالات في العيادات الخاصة، إذ إن الكثير من الأزواج يعتمدون على دعم أحدهما للآخر، فهذه صورة واقعية تؤكد أن كثيرا من حالات الطلاق -إن وُجدت- فلن تكون بسبب عمليات التكميم.
ويرى أن التكميم ما هو إلا نقطة مبدئية لنزول الوزن، فإذا أقدم الشخص على العملية من أجل الوصول للنحافة بطريقة سهلة وسريعة، فلن يصل إلى مبتغاه، أما إن كان هناك مريض سيخوض العملية مع مراعاته كافة التعليمات التي يجب اتباعها بعد العملية، من غذاء منتظم، وتمارين رياضية، فهذا سيساعده على نجاح العملية وعدم التعرض لأي ترهلات وتشوهات جسدية.
وأضاف القحطاني: "يجب على المتلقي أن يكون واعياً للمعلومات التي يتلقاها، لا سيما في المجال الطبي، لأنه مجال يعتمد على إحصائيات وأرقام، وهي التي تستطيع تأكيد وقوع انفصال أو طلاق بين الأزواج بسبب إجرائها".
ولم يفُت القحطاني توجيه تحذيرات مما يسمّيه "داء السمنة"، الذي قال إنه يتزايد في المملكة بنسبة 75%، وهي نسبة تعتبر كبيرة ومخيفة، مطالباً بالحذر من هذا الداء المتنامي في أوساط المجتمعات الخليجية بشكل عام.