أبت ذكرى الاحتفاء باليوم العالمي للدفاع المدني، التي توافق الأول من مارس من كل عام، أن تحل إلا وقد سطرت المديرية العامة للدفاع المدني السعودي إنجازا جديدا ونقطة مضيئة في سجلها الحافل، عبر مشاركة فريق الإنقاذ التابع لها في البحث عن الناجين تحت أنقاض المنازل التي هدمها الزلزال المدمر بتركيا وسوريا.
فلم تكد تمر بضعة أيام على الزلزال الذي ضـرب البلدين في السادس من الشهر الماضي، مخلفا عشرات الآلاف من القتلى والمصابين، إلا وقد وصل فريق البحث والإنقاذ السعودي، بمعية مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إلى مناطق الزلزال، تنفيذا لتوجيهات قيادة المملكة.
دور فريق الإنقاذ السعودي بتركيا
وعلى الفور سارع فريق المملكة أعماله بالاجتماع والتنسيق مع المجموعة الدولية الاستشارية للبحث والإنقاذ (INSARAG) والسلطات المحلية ورئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، وباشر أعماله في مهام البحث والإنقاذ.
لم يقف دور فريق المملكة في التخفيف عن منكوبي الزلزال عند البحث والإنقاذ فقط، ولكنه ساهم في تقديم الخدمات الطبية والإنسانية، إضافة إلى تقديم الدعم والخدمات اللوجستية طوال فترة وجوده في الجمهورية التركية.
وعلى مدار نحو 10 أيام نفَّذ فريق البحث والإنقاذ السعودي مهام الإنقاذ والبحث عن الناجين في 47 موقعًا في 3 مدن تركية، هي غازي عنتاب وأنطاكيا وكهرمان مرعش، باستخدام أحدث التقنيات والتجهيزات، قبل أن يعود إلى الرياض نهاية الأسبوع الماضي.
دور فريق البحث والإنقاذ في التخفيف من آثار زلزال تركيا، يضاف إلى العديد من الإنجازات التي سجلها على مدار السنوات الأخيرة في دعم المنكوبين بالعديد من مناطق العالم، ليبقى الدفاع المدني السعودي رقما صعبا وعلامة بارزة في كافة الاحتفالات باليوم العالمي للدفاع المدني.
وعلى الصعيد العالمي أيضا، حصل فريق البحث والإنقاذ السعودي العام الماضي على شهادة إعادة التصنيف الدولي لفئة الثقيل، ليضيف ذلك إلى سجل إنجازاته.
أما على المستوى المحلي فقد نظم الدفاع المدني السعودي المؤتمر العلمي للممارسات الذكية في التعامل مع حالات الطوارئ، كما قام بإصدار أكثر من 496 ألف ترخيص للمنشآت, وأجرى نحو 498 ألف جولة تفتيشية، ونحو 53.6 ألف عملية إنقاذ، و48.2 ألف عملية إطفاء.
نشر ثقافة السلامة والوقاية
وتحت شعار "السلامة هدف ووقاية"، تشارك المديرية العامة للدفاع المدني، هذا العام بالاحتفاء باليوم العالمي للدفاع المدني، الذي يوافق اليوم (الأربعاء).
ويهدف الاحتفاء بتلك المناسبة إلى نشر ثقافة السلامة والوقاية من الأخطار والحوادث المختلفة وتعزيز الوعي بمفهوم الحماية من المخاطر والتدابير الوقائية، وذلك من خلال المشاركة المجتمعية للأفراد والمؤسسات.
وتمثل المناسبة حدثًا عالميًا للتعريف بجهود رجال الدفاع المدني في جميع مناطق المملكة في مجالات البحث والإنقاذ والإطفاء، وتضحياتهم في حفظ الأرواح والممتلكات، وتوجيه رسائل توعوية لفئات وشرائح المجتمع كافة، من خلال الفعاليات المتنوعة، وكيفية تجنب المخاطر وتوفير اشتراطات السلامة اللازمة للوقاية منها وتعزيز مفهوم الحماية.
إقرار اليوم العالمي للدفاع المدني
واليوم العالمي للدفاع المدني، هو يوم عالمي تحتفل الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للحماية المدنية بهذا اليوم تقديراً لما تقوم به أجهزة الدفاع المدني من جهود للحفاظ على أمن وسلامة المجتمعات من خطر الكوارث الطبيعية والبشرية والتقليل من الآثار المأساوية الناجمة عنها.
وكانت الجمعية العامة التاسعة للمنظمة الدولية للحماية المدنية، اعتمدت في 18 ديسمبر 1990م بمقر المركز الدولي للمؤتمرات بمدينة جنيف، قرار تحديد الأول من شهر مارس من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني، وهذا اليوم يوافق تاريخ الذكرى السنوية لبدء سريان مفعول القانون الأساسي للمنظمة بوصفها منظمة دولية.